[size=9]بحقّ أتساءل: متى سنترفّع كعرب وكمسلمين عن نظرتنا الدونية للمرأة؟ طبعاً لا أقصد التعميم, ولكن الأمر يتصل بنزوع الجاهلي قبل الإسلام لتأثيم المرأة, فما الذي هوى بالأنثى من القمة التي رفعها إليها الإسلام؟ كلنا يعلم أن ديننا العظيم ساوى بين الجنسين في الثواب والعقاب الدنيوي والأخروي, فلماذا لا نسمع بقضايا قتل الشرف للذكور مثلاً؟ أم ترى لفظة "الخطيئة" تنتهي بالتاء المربوطة الدالة على المؤنث لذلك فالخطيئة دائماً أنثى؟!
قتل الشرف يحميه القانون في بعض البلاد العربية, ومن يتمعّن في القضية جيداً يجد أن تخفيف العقوبة عمن قام بجريمة قتل الشرف والتسامح معه قد انتقل إلى قوانين بعض الدول العربية من القوانين الغربية؛ لكن القانون الغربي الذي كان سائداً في فترة الانتقال تلك قَصَر التسامح مع قتل الشرف على الزوج فقط؛ وبالرغم من أن القانون الغربي تخلى عن تلك الجريمة ورفض رفدها بأي مبرر, فإنه ما زال متعارفاً عليه في البلاد العربية التي تأثرت به.آخر الأخبار عن شاب أردني قتل أخته المطلقة لأنه اشتبه بعلاقتها مع رجل, وكثيراً ما نسمع أن العائلة تسانده كي يمحو العار عن شرف العائلة حتى لو كان ذلك كله مجرد خيالات وأوهام وضلالات, ولكن لماذا لم نسمع في العهد النبوي أن الغامدية قتلتها قبيلتها رغم أنها اعترفت بالإثم ولم يكن مجرد شبهة؟
خبر آخر من مدينة حلب في سوريا عن أب ذبح ابنته بمساعدة أخيها في الشارع, دون أن يتدخل أحد لمنعه من ارتكاب الجريمة, والسؤال الذي يطلّ برأسه غصباً هنا: إذا كانت بعض البيئات العربية تعجّ بالتخلف فهل سيوافق الغرب المتحرر على انتقال عدوى التخلف إلى دياره؟!
أب باكستاني قتل ابنته لاشتباهه بأنها قد اتخذت صاحباً, وأب مصري قتل ابنتيه المراهقتين لأنهما تتبعان الأسلوب الأمريكي في المخادنة, واختفى بعد جريمته, بينما صرح أخوهما الشاب أن الإسلام لا يبرر القتل, والسؤال المطروح ليس فقط: ماذا لو كان ابنه لديه (غيرل فريند)؟ بل: لماذا يعيش أمثال هذين الأبوين في الغرب إذا لم يكونوا قادرين على ضبط أسرهم بضوابط الشرع والدين منذ البداية؟
تعاني المرأة مرة من إخوتها ومرة من أبيها ومرة من زوجها, لكن المعاناة أشد ما تكون حين تصدر عن ابن لها حملته في بطنها وألقمته ثدييها وأفنت جزءاً من حياتها في تربيته والشدّ من أزره فإذا كبر تمرد عليها وتنكر لها وأصبح هو ولي أمرها فحرمها من السفر وعضلها من الزواج, وقد نشرت صحيفة الكترونية قصة امرأة من المنطقة الشرقية أيضاً تشكو من ابنها ذي الستة عشر عاما والذي اعتنت به بعد وفاة أبيه, فكبر وهو يستمع إلى أعمامه يوغرون صدره على أمه فسرق جواز سفرها وكل ما يثبت شخصيتها وبذلك منعها من الزواج أو السفر, وحتى لو لم يسرق وثائقها فباستطاعته عضلها من الزواج ما دام ولي أمرها حتى لو ولدته من أقذر مكان منها!
المرأة في أعرافنا آثمة دائماً, وعندما تنخرط في الحياة العامة فإن آثامها تصبح أكبر, والمثال على ذلك السيدة بنازير بوتو – رحمها الله – التي لم تكتفي عائلتها بنكبة فقدانها بل قام الإعلام الفضائحي بنشر صورة لها وهي شابة تدرس في أمريكا وقد جلست واضعة رجلا على رجل وكاشفة لساقيها, طعناً في أخلاقها ليدل بذلك على أنها صنيعة أمريكا, وهذا الإعلام الذي يدعي الحرية ويمتهن الفضائحية لا يحترم عقول الناس فكيف يحترم أحزان الناس على أمواتهم؟! هذا الإعلام نفسه هو الذي يسوّق صورة الأنثى الجسد ولا يبالي بالأنثى الإنسان فيركز[size=9]على جسدها حتى لو كانت ميتة!
[/size][/size]