الانسان ومايريد ..( حصرى )

الانسان ومايريد

بقلم /د. فتحي مرعي

( حصرى )

ما أعنيه هو مايريده الانسان في الدنيا أو من الدنيا..

منا من لاتعنيه الآخرة ولايهتم بها, وفي المقابل فهو مهتم كل الاهتمام بمايمكن أن يحصل عليه في الدنيا من زينتها وزخرفها..

ومنا من لاتعنيه الدنيا الا بقدر مايقدمه لنفسه من عمل صالح ليحصده في الآخرة " ثواباً وخير عقباً"( الكهف 44)

هذا هو مجال التنافس عنده كما قال العليم الخبير " اِن الأبرار لفي نعيم , على الآرائك ينظرون, تعرف في وجوههم نضرة النعيم, يسقون من رحيق مختوم, ختامه مسك, وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" ( المطففين 22-26)

فمتاع الدنيا عنده عرض زائل, يغشى أعين البعض, فيتقاتلون بل ويتصارعون عليه, والله يقول فيهم " تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة , والله عزيز حكيم" ( النساء 67).

وعرض الحياة الدنيا معظمه مظاهر يتباهى بها الناس أمام بعضهم البعض..
ونرى أمثال ذلك في اقبال بعضهم على شراء الملابس والمقتنيات المشهورة بأسماء وعلامات بيوت الأزياء المشهورة عالميا, من أمثال كريستيان ديور وايف سان لوران وشانيل.. يتمسكون بها يلهثون وراءها , ويدفعون أضعاف ثمن نظائرها من انتاج شركات ليست لها هذه الشهرة .. لماذا ؟!
للمنظرة أكثر منها اقتناعا بأنها أجمل وأجود وأمتن من غيرها.

الأفراح الباذخة في فنادق الخمس نجوم والتي تتكلف مئات الألوف من الجنيهات .. لماذا ؟!
حتى يقال أنهم أقاموا الفرح أو الخطوبة في فندق كذا,وانهم أحضروا المطرب أو المطرب أو الراقصة الفلانية , أو هؤلاء جميعا..
كلها مظاهر.. وقل ماشئت عن اقتناء السيارت الفارهة ذات الأسعار المليونية وتغييرها الى الأحدث بعد فترة وجيزة حتى لا يقال أنها ليست آخر طراز ..

يتبـــع...

مهما كان من أمر فان الذين تبهرهم تلك المظاهر الفارغة , ويبذلون أقصى الجهد في سبيلها, ولاتعنيهم آخرتهم , فهم في النهاية لن يحصلوا من الدنيا الا على ماقدر لهم فيها, ثم بعد ذلك لن يحصلوا على شئ في آخرتهم الا الحسرة والندامة

" من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب" ( الشورى 20)..

والذى يريد حرث الآخرة يدرك نصيبه من الدنيا أيضا
"وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا "
( القصص 77).

وحتى لو حصل الانسان في الدنيا على الكثير الذى يطمع فيه ويفني نفسه من أجله, فسوف يظل هناك مايشغل الذهن ويسبب الأرق ويفسد الاستمتاع بماهو موجود..

هذه هي الدنيا .. لايكتمل فيها شئ .. ولا يحصل فيها أحد على كل شئ..
واِن حصل فسوف ينقص شئ مما هو أهم موجود, وقد يكون ماينقص هو أهم وأعز شئ يملكه!!! ليكون ذلك عبرة لم يعتبر
" اِن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار " ( آل عمران 13)..

أما من لايعتبر فهو وشأنه
" وفرحوا بالحياة الدنيا وماالحياة الدنيا في الآخرة الا متاع" ( الرعد 26) والمتاع هو حطام الدنيا.

................

ولكم تحياتي ..ودمتم بخير

مش باقولك انتى ملكة المنتدى

مواضيعك مميزة

وبتركزى فى كذا موضوع وكذا قسم

ما شاء الله عليكى

مش حسد والله

ربنا يحرسك

انتى فكرتينى بواحد زميلى كنا رايحين نشترى بنطلون انا شفته فى محل بمبلغ وهو صمم يجيبه من محل تانى بمبلغ يقترب من ضعفه من محل تانى

قلتله انت عايز تشترى شنطة مكتوب عليها اسم المحل

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ لا تزول قدما ابن آدم يوم
القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن

عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه
فيما أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟

وماذا عمل فيما علم] .

(صحيح ) [السلسلة الصحيحة برقم 946]

وارجو منك ان تسمحى لى باضافة موضوع عن العمر فيما نفنيه

ربنا يخليك يامصطفى ومايحرمنيش من ردودك الرقيقة والجميلة

وعلى فكرة المثل بتاع صاحبك ده أنا بشوفه فعلا في صديقات لي كثيرات
وربنا يهدى..

وأنا في انتظار موضوعك واضافتك التي بالتأكيد ستثرى موضوعي
وستضيف له الكثير...

وتقبل تحياتي وتقديرى ....

سلوك خطير جدا و يصل بالبعض فعلا الى حدود غير معقولة فى البذخ و التفاخر بل و فى بعض الاحيان يكون فوق المستوى الطبيعى للشخص مما يرهقة ماديا و معنويا فهو يحقق لة الفخر و الزهو لحظيا لكن لة مردود عنيف على تركيبتة النفسية و من الجائز ان يكون لة تاثير سلبى على احوالة المادية لكن هذا هو حال البشر منذ بدء الخليقة لا تستوى اعمالهم و لا تتفق افكارهم و لا تتوحد عقائدهم

ايضا الموضوع لمس نقطة غاية فى الاهمية الا و هى فتنة الناس بالدنيا و نسيان الاخرة و هذة تمثل نقطة تحول مؤثرة فى جميع نواحى حياة الشخص ان اخلص النية لله و عقد العزم على ان تكون كل اعمالة و اقوالة لله عز و جل و ان يؤثر ثواب الاخرة على متاع الدنيا فسيؤدى ذلك الى تغيير محاور كثيرة من محاور حياتة

اسجل تقديرى و اعجابى بالموضوع الدسم

تقبلى تحياتى

تعقيب وتحليل للموضوع رائع ياحسام
بارك الله فيك ..ولا حرمنا مرورك ومشاركاتك الجميلة

----------------------------------------------------------------------------------------------
وحتى لو حصل الانسان في الدنيا على الكثير الذى يطمع فيه ويفني نفسه من أجله, فسوف يظل هناك مايشغل الذهن ويسبب الأرق ويفسد الاستمتاع بماهو موجود..
-------------------------------------------------------------------------------------------------

اشكر لكى رقيق تعليقك

لكن حقيقة الامر ان الموضوعات الدسمة الجذابة هى التى تخلق مناخا جيدا للحوار و التعليقات و اختلاف او اتفاق الاراء

تحياتى على مجهوداتك العظيمة