سباق جنوني لتوفير بديل للنفط

بعد تخطي حاجز المئة
سباق جنوني لتوفير بديل للنفط

كل يوم يتأكد العالم أن الحاجة فعلاً هي أم الاختراع خاصة وإن كانت الحاجة في زماننا هذا تتزايد لمورد قابل للنضوب باهظ الثمن من وجهة نظر البعض ولكنه سيظل يمثل لسنوات طويلة عصب الحياة وهو ما جعله بالطبع يستحق وبلا منافس لقب "الذهب الأسود" الذي تخطى سعره المائة دولار.

فتلك الحاجة قد تعد مبرراً للسباق المحموم على مستوى العالم المتقدم وتحديداً أغنياء دول الشمال لمحاولة العثور على بديل عملي يروى العطش الحالي لموارد الطاقة التقليدية والتي اعتدنا عليها لسنوات طويلة.

ومن الواضح أن السباق الراهن سيكون طويلاً أملاً في البحث عن كل ما هو جديد في عالم الطاقة من خلال موارد طبيعية متاحة كان يصعب منذ سنوات قليلة مجرد التفكير في إمكانية توظيفها تكنولوجياً كمصدر آمن للطاقة.

فقد كثر الحديث تلك الأيام عن التوجه الراهن نحو التوسع في تطوير ما يعرف بالوقود الحيوي والتوسع في إنتاجه لتفادى لهيب فاتورة النفط حتى وإن كان ذلك على حساب الأمن الغذائي للعالم.

فهناك بالفعل دعم فني ومالي على مستوى الولايات المتحدة ليس فقط من "ايثانول" و" ديزل حيوى" بل بهدف أيضاً تعزيز التحرك نحو تصدير ذلك الوقود للأسواق الخارجية المتعطشة دائماً لموارد الطاقة وفي مقدمتها السوق الأوروبي بجانب العمل على نشر ثقافة "الطاقة البديلة".

ويتنامى حالياً ذلك التوجه بشكل سريع رغم التحذيرات التي تطلقها الهيئات المعنية ومن بينها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" إزاء الآثار السلبية المترتبة على استخدام المحاصيل الزراعية الاستراتيجية كمصدر أساسي لإنتاج الوقود الحيوي، حيث قد بن تقتصر آثار ذلك التوجه على أسعار السلع التي يمكن أن تشهد المزيد من الارتفاعات في السنوات القادمة بل قد تمتد للإضرار بالتوازن البيئي للعالم.

ولذا فإنه في إطار سباق "دول الشمال" لنشر مفهوم "الطاقة البديلة"، كان لابد وأن تكون هناك مبادرات منفردة بعيدة عن الولايات المتحدة وعلى الشطر الآخر من الأطلسي في أوروبا وتحديداً بريطانيا التي تستعد للعبور بالقارة العجوز نحو عصر جديد إن صح التعبير عصر تولد فيه الطاقة من البحار وأمواجها.
<td width=1>

وتتضح ملامح ذلك العصر من خلال مشروع طموح يعد الأول من نوعه ستبدأ المملكة المتحدة في تنفيذه لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال توظيف الطاقة المستمدة من تيارات المد والجزر التي تتيحها شواطئ بريطانيا.

وتشير في ذلك الصدد صحيفة " ذى اند بندنت أون صنداى " إلى أن عملية الإنتاج الجديدة للطاقة الكهربائية ستتم من خلال جهاز غريب يشبه إلى حد ما شكل طاحونة الهواء يبلغ طولها 122 قدماً، حيث يمكن لتلك الآلة التيربونية التي أطلق عليها اسم "سى جين" تزويد نحو 1140 مسكناً باحتياجاته من الطاقة الكهربائية .

وهناك بالفعل ابتكارات مطروحة فى مجال استغلال أمواج البحر عددها يصل لأكثر من 20 ابتكاراً قطعت مراحل مختلفة من عمليات البحث والتجربة، إلا أن الآلة التيربونية "سى جين" والتي يرجع اختراعها للعالم بيتر فرانكل يمكن اعتبارها بداية ثورة تتكشف من خلالها خبايا وأسرار جديدة لموارد الطاقة المتجددة.

فمن خلال الآلة "سى جين" والتي سيتم تثبيتها على سواحل ايرلندا الشمالية كأول ابتكار من نوعه على مستوى العالم، هناك تطلعات لأن تكون تلك التجربة خطوة فعالة تغطى فيما بعد نحو 20% من احتياجات بريطانيا من الطاقة الكهربائية.
وترجح آراء الخبراء وجود فرص جيدة لنجاح تجربة استغلال أمواج البحر لتوليد الكهرباء في بريطانيا وتحديداً من خلال سواحل ايرلندا الشمالية، حيث تتوافر الممرات المائية الضيقة والتي تعمل على تسريع وتيرة المد والجزر وهو ما يجعل تلك السواحل غنية بمورد فريد من نوعه في مجال الطاقة المتجددة.

ووفقاً لتقديرات الحكومة البريطانية فإن بريطانيا تحظى بتوافر نحو نصف مثل هذه التيارات المائية الموجودة على مستوى أوروبا.

ومن هنا جاء اختيار القائمين على تصميم الطاحونة التيربونبة "سى جين" لسواحل ايرلندا الشمالية لتكون المكان الأمثال لتوظيف تيارات المد والجزر في توليد الكهرباء.

وبالطبع ستخضع الطاحونة "سى جين" والتي أشرف على تنفيذها أحد الشركات الغربية، لعمليات مراقبة وتقييم خلال الفترة الأولى من عمليات التشغيل خاصة وأن ذلك الابتكار الذي أثبت جدواه على الصعيد الاقتصادي والتجاري وذلك كما يرى بيتر فرانكل.

فإذا نجحت عمليات التشغيل الأولى للطاحونة "سى جين" خلال الأيام القادمة وبقدرة توليد تبلغ 1.2 ميجاوات سيتم الانتقال للمرحلة الثانية والتي يمكن أن تعرف باسم "مزرعة المد والجزر"، حيث سيجرى تشغيل سبعة طواحين تيربونية بطاقة إجمالية تبلغ 10.5 ميجاوات على أن يبدأ تشغيل تلك المرحلة بعد التصديق عليها وذلك اعتباراً من شهر يوليو المقبل لتبدأ عمليات الإنتاج كما تتطلع الشركة المنفذة للمشروع وذلك بحلول عام 2012.

.......................

مشكورة على المعلومات Smile

شكرا لك Most
,وربنا يبارك فيك مشرفنا المتميز