من دروس الأسراء والمعراج

[b]من دروس الأسراء والمعراج

عندما نتأمل حادث الأسراء والمعراج فأننا نري عداوة قريش للرسول عليه الصلاة والسلام لا تهدأ ولا تنطفيء سعيرها فالقبائل تنقض علي من فيها من المسلمين يعذبونهم بالجوع والعطش والضرب في رمضاء مكة [/b]

تفرض قريش علي الرسول وقومه مقاطعة اقتصادية جائرة ومع كل هذا بقي الأيمان قويآ ويبتلي الرسول بفقد زوجته خديجة وقد كانت نعم العون والسند ويموت عمه ابو طالب الذي صد اذي قريش عن الرسول صلي الله عليه وسلم ولا يبالي بتهديدهم له وقد اطلق الرسول علي هذا العام الذي ماتت فيه زوجته وعمه عام الحزن وتتابعت علي الرسول المصائب فنالت قريش من الرسول مالم تنله في حياة عمه ابو طالب وتجرأ عليه احد السفهاء ونثر علي رأسه التراب ودخل الرسول بيته وعلي رأسه التراب فقامت احدي بناته تنثر عنه التراب وهي تبكي فيقول لها الرسول صلي الله عليه وسلم لاتبكي يا بنيتي فأن الله مانع اباك ويتجه الرسول الي الطائف رجاء في ان يجد في اهلها النصرة ولكنهم كانو اشد جفاء من قومه واكثر غلظة واغروا به سفهائهم وعبيدهم يرمونه بالحجارة فعاد الرسول الي مكة حزينآ مهمومآ وزبانيتها له بالمرصاد وبدا الجو قاتمآ لا تلوح فيه بارقة امل لانفراج الموقف فقريش ماضية في عتوها وضلالها وثقيف في الطائف اغلقت ابوابها وآذانها فكان لابد من شحنة ربانية تفرج عنه ما نزل به يتزود بها حتي يطمئن قلبه وتهدأ نفسه فاكرم الله نبيه برحلة الأسراء والمعراج تأكيدآ بأن الله لن يترك نبيه وان الله ناصره وأن دعوته ستنشر ولن تستطيع قوة ان تمنعها والأسراء بالرسول الي القدس دليل علي ان دعوة الأسلام ليست دعوة محلية وانما هي للناس جميعآ وان هذه البقعة المباركة من الأرض سيتفيأ اهلها بظلال الأسلام وان المسلمين أحق بها وبعد ان صلي الرسول بالأنبياء عرج به الي السموات السبع وطاف بملكوتها ورأي من آيات ربه الكبري ثم ارتقي به الي سدرة المنتهي غمرته الأنوار الألهية وتجلي له رب العزة فرأي من عظمة الربوبية مارأي وعاد الرسول من هذه الرحلة المباركة مطمئن القلب لمكانته من الله . رجع اقوي عزيمة وفعلا لم تمضي 3 سنوات علي هذه الرحلة الميمونة حتي هاجر الرسول الي المدينة المنورة ليبدأ الدور العظيم لدعوة الأسلام ينتشر بها العدل والرحمة والمساوة في انحاء الأرض ودخل الناس في دين الله افواجا وهذا يؤكد نصرة الله لأنبيائه وأوليائه وان النصر مع الصبر والفرج مع الكرب ولقد فرضت الصلاة في هذه الرحلة المباركة شرعت في السماء لتكون معراجآ ترقي بالناس كلما استبدت بهم شهوات النفس فتسمو بها نفوسهم فلتكن هذه الذكري ليلتزم كل منا بالمحافظة علي الصلاة في اوقاتها فأن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر .

بارك الله فيكى و نفع بك

تحياتى