من وحي الذاكرة .....المقدمة......

السلام عليكم ورحمة الله

من وحي الذاكرة ....

المقدمة

كم مرت على أسماعنا كلمات وحكم

اختلط بعضها بأرواحنا

وامتزج الأخر بدمائنا

ونسينا الكثير منها

وما أن نقع فريسة قلّة الخبرة

حتى نسترجع تلك الحكم والكلمات

فتكون بمثابة لدغة توقظني وتوقظك

****

أفق

أفق

أفق

ألم أكن أمامك ومررت على أذنك يوما ؟

لم لم تتعظ منّي ؟

لم لم تستثمرني

لقد ولدت بعد تجارب سنين

ومررت على كثير من السنة الحكماء لأصل أليك

فأهملتني

وضيّعتني

***

إن الذكي من يتعلم من أخطاء غيره

والحكيم من يتخذ كلمات الحكماء خيلا ومركبا

ومن يحتاج غلى أن تلسعه النار قبل أن يتوخى الحذر

فسيكوى كثيرا حتى يحترق

****

ستبقى الحكم والكلمات في الآفاق ما بقيت الدنيا

في انتظار من يصطادها يمزجها بروحه

ويسكنها عقله

ويتعشقها قلبه

فتكون له نبراسا ونورا

وحماية له من كل أذى وبليّة

****

السلام عليكم ورحمة الله

الحكمة الأولى

قالت يوما امرأة صالحة لابنتها

( يابنتي ... لا تنامي كثيرا فتأتي يوم القيامة فقيرة )

***

كلنا يعلم الحسبة التي لطالما ترددت في آذاننا ونحن صغار

أن العمر مبدئيا سيمتد جدلا إلى الستين عاما

وهو مكوّن من أيام

واليوم مكون من ساعات

والـ 24 ساعة مقسمة في أغلب الأحيان إلى أجزاء ثابتة

فالنوم يأخذ من الـ 24 ما متوسطة 8 ساعات

أي 20 عاما من عمرك تقريبا

**

والعمل أو الدراسة حوالي 8 أخرى

فتلك 20 عاما أخرى من العمر

**

أما العشرون عاما الأخرى

أقصد الـ 8 ساعات الأخرى

فيضيع أكثر من ثلاثة أرباعها في مواصلات وقيل وقال وتسالي ولت وعجن

ولا يبقى من الوقت للصلاة والعبادات الجسدية إلا ساعة ونصف أو على الأكثر ثلاث ساعات يوميا

وهذا لا يتجاوز الـ 8 أعوام في عمرك كله

***

نستطيع أن نطيل فترة عباداتنا القلبية باستحضار النية الدينية في الدراسة والعمل

ولكن ماذا عن العبادات الجسدية ؟

***

تهدف الأم الصالحة في نصيحتها لابنتها أن تبين لها حقيقة عرفتها بقلبها قبل أن يكتشفها العلم الحديث

أن الشاب يستطيع يعود نفسه على ساعات نوم أقل يوميا

بحيث لا تتجاوز ساعات نومه الـ 6 ساعات

وأن الإنسان كلّما كبر في العمر

واقترب من وفاته

قلّت حاجته للنوم

فالشيخ يكفيه 4 ساعات يوميا من الوم

***

فيستطيع المسلم أن يزيد من العبادات الجسدية بالتعود على ساعات نوم أقل

***

ما أريد قوله هو ...

أنه كلما تذكرت تقصيري في حق ربي

وتذكرت أنّي سأقف بين يديه يوما بأعمال هزيلة كمّا ونوعا

قررت أن أزيد من طاعتي فلا أجد وقتا بسبب أن العمل لا يمكن التهاون فيه لأن الله سائلي عنه يوم القيامة

ولأن العمل أو الدراسة وعاء لطاعة قلبية

أما النوم فنستطيع التقليل منه على النحو المسموح به طبيّا بحيث لا يؤثر على حاجة العقل ليرتاح

فنقص ساعات نومنا تدريجيا ونستثمرها في طاعات جسدية كالنوافل والقيام وتلاوة القرآن والتسبيح

****

كل ما تقدّم افترضدنا فيه أن العمر سيكون ستون عاما

فكان نصيب الصلاة والصيام والقيام والقرآن لا تتجاوز لعشر سنوات

فما حال من يأتيه الأجل في شبابه

وما حالك أنت وحالي أنا إن أتاني ملك الموت بعد ساعات ... أو دقائق

أو ربما ....

الآن

السلام عليكم ورحمة الله

الحكمة الثانية

مثل شعبي مصري شهير

ولكن له جذور مستوحاة من الأدب الإسلامي النبوي

يقول المثل ...

( لاقيني ولا تغديني )

***

هذا المثل يعنى بحسن الإستقبال وبشاشة الوجة وطلاقته

فالمسلم عليه أن يكون دائم البشر بسّاما

ربما البسمة تخفي ورائها هموم الدنيا

ولكن ما ذنب الناس أن أنقل إليهم همومي

نعم ... لكل منّا همومه

ولكن حتى ولو كان وجهك عبوسا قمطريرا

لن يستطيح أحد أن ينفعك إلا بشئ قد كتبه الله لك

فلم العبوس إن كان ما أنت فيه هو قدر من أقدار الله ؟

إن لم ترضى بقضـــاه
فاخرج من تحت سماه
واتخذ لك رب ســـواه

وإن رضيت فقل مرحبا بقضاء الله
ألا أرتضي لنفسي ما رتضاه الله لي ؟

***

إن الناس لا يرضهم العبوس حتى ولو كان متبوعا بكرم أو وليمه

فالإستقبال أهم مما يأتي بعده

والحمد الله الذي جعلنا من أمّة يثاب المسلم فيها على بشاشة وجهه

بل الحمد لله الذي أكرمنا بأن جعل الإبتسامة البسيطة صدقة

وجعل دك الكعبة وانهدامها أهون عند الله من كسر قلب امرء مسلم

وجعل بابا في الجنة لمن أدخل السرور على قلب الأطفال ولو بابتسامة

****

إنك إن رأيت وجها متهللا مبتسما

ستجد عدوى التفاؤل تسري إلى قلبك دون أن تعرف لها سببا

والهدي النبوي جعل التفاؤل من ضمن أهم أساسياته

ومن أهم أسباب استجلاب الخير

فقال الحبيب المصطفى

( تفاءلوا بالخير تجدوه )

والوجه مرآة القلب

فإن تفاءلت بالخير

ورضيت بالقضاء

أورث ذلك في قلبك رضى

وفي وجحك نورا

وعند ربك رحمة وحسن مآب بإذن الله تعالى

***