كيف نحب رسول الله
عليكم سلام الله ومحبته ومحبة رسوله عليه افضل الصلاة أزكى السلام0
استرسالا للموضوع السابق كيف نحب الله متعنا الله بمحبته وانعم علينا بحبه0 رأيت اذا سمحتم لى أن اكمل الموضوع بكيف نحب رسول الله أعانني لله أن أفي الحبيب حقه من المحبة وأين أنا العبد بمن حبه الرب0
وهو من قال فيه رب العزة سبحانه وتعالى: والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى” يقسم الله بشروق الشمس بعد ظلام الليل المطبق..يقسم سبحانه بشروق الشمس أولا ليعرف الإنسان عظمة الشروق بعد ظلال الليل الدامس.. يقسم بهما على إن انقطاع
الوحي لم يكن هجرا له صلى الله عليه وسلم ولا بغضا، وانما ليزداد تشوقه إليه.. أقسم بهما ليبين عظيم مكانته صلى الله عليه وسلم وقدره عنده سبحانه: “ما ودعك ربك وما قلى، وللآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى”.. منزلتك في الآخرة ستكون أعظم من إكرام الدنيا بكثير، وإكرام الله لك دائم لا ينقطع، لا في الدنيا ولا في الآخرة.
ثواب وكرامة حتى يرضى صلى الله عليه وسلم يذكرها سبحانه بشارة له صلى الله عليه وسلم، ويسوق لها الأدلة من نعم الدنيا التي أنعم الله عليه بها.
ألم يجدك يتيماً فآوى” لم يكن يتيماً فحسب، بل حاز اليتم في أرقى درجاته، توفي والده صلى الله عليه وسلم وهو جنين في بطن أمه.. خرج إلى النور وأباه في عالم الآخرة، لتبدأ العناية الإلهية له من ساعة مولده صلى الله عليه وسلم .اليتم لغيره صلى الله عليه وسلم يعني ذلا في بيوت الناس، أو فقدا للحنان في الملاجئ وبيوت الأيتام، أما اليتم بالنسبة له
صلى الله عليه وسلم فكان مختلفا تماما، كان حفظا إلهياً من ساعة خروجه إلى الوجود.. كان انتقالا من رعاية إلى رعاية ، ومن عطف إلى عطف حتى شب رجلا يعتمد على نفسه
هكذا أعلمنا الله عن حبه لرسوله وهناك الكثير من الدلائل التي بعرفنا به حبه ولقد بدأت بما سرده رب العباد كيف رباه ربه 0اما نحن عندما أساء الآخرين إلى رسولنا الكريم كانت كل ردودنا انفعالية ليس به دليل إيجابي ليستشعر به هؤلاء كم نحب رسولنا العظيم0 دعونا نرى أولا كيف احبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام 0
1- قدم لنا حياته صلي الله عليه وسلم كلها لتكون فيها القدوة ولم يخف علينا شيئا من كل تفاصيل حياته الشخصية وأسراره العائلية .
2- أحب لنا الخير وحرص على ما ينفعنا حتى ولو لم نسأله ( آلا أدلكم آلا أخبركم ....)وقد وصفه رب العزة بهذا الوصف الشامل )لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) .وقد أرشدنا الحبيب إلى كيفية اتباع الأسلوب الأمثل للمواقف الثلاثة التي ما من إنسان إلا ويتوقف فيها، وتلك المواقف:
أ - موقفنا في الدنيا. ب - موقفنا في الحياة البرزخية (القبر). جـ – موقفنا في المَحْشر يوم القيامة.
ففي تلك المواقف الثلاثة التي لا بد وأننا سَنَمُرُّ فيها، نحن في أمس الحاجة إلى من يرشدنا إلى طريق النجاة الذي يرضي الله تعالى:
أ ) ففي الدنيا قال لعبد الله بن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وقال صلى الله عليه وسلم: "مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب اَسْتَظَلَّ تحت شجرة ثم راح وتركها" فأوضح لنا عليه الصلاة والسلام أن الدنيا ليست غاية يلهث وراءها المسلم، إنما هي وسيلة لنيل رضا الله تعالى.
ب) وفي القبر أخبر عليه الصلاة والسلام أن هناك منكرًا ونكيرًا، يسألان الإنسان عندما يوضع في القبر، والقبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، كما أنه حَثَّنا على زيارة القبور قائلاً بأنها تذكرنا بالآخرة، وعندما يخبرنا عليه الصلاة والسلام بما يدور في القبر، فإن قلوبنا تتهيأ للاستعداد لذلك اليوم.
جـ) موقفنا في المحشر يوم القيامة: بَيَّن لنا عليه الصلاة والسلام أن الناس يُحْشَرون حُفاة عُراة غُرْلاً ) غير مختونين) على أرض بيضاء، والكل فَزِعٌ، خائف، والناس في اضطراب، ثم أوضح لنا عليه الصلاة والسلام أن الشمس تنزل حتى تصل على ارتفاع ميل، وقد وصف الله ذلك اليوم بأنه بمقدار ألف سنة، وأخبر الصادق المصدوق أن هناك زمرة من المؤمنين يُظِلُّهُم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم الحاكم العادل، والرجل الذي ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، والمتزاورون في الله والمتحابون في الله تعالى.
فقد جَسَّد لنا عليه الصلاة والسلام تلك المواقف الثلاثة (الدنيا، القبر، المحشر) حتى نكون على بصيرة لاجتيازها مُؤمِّلاً لنا عليه الصلاة والسلام أن ننال الجنة وننجو من النار،
2- تعرض لكل صور الإبتلاءات التي يمكن أن يمر بها بشر فقد عانى من اليتم المزدوج ووفاة الزوجة والعم النصير والابن الوحيد والتسمم والمرض والسجن ثلاث سنوات في شعب أبي طالب والضرب والإيذاء وشج وجهه وكسرت رباعيته وعانى من سكرات الموت حتى لقي ربه عز وجل, ليجد كل مبتلى أسوة في رسول الله صلي الله عليه وسلم.
4- تحمل كل ما تعرض له ليحمل الدعوه ويقدم القدوة حتى يبلغ الرسالة ويؤدي الأمانة ليصل لنا الدين كاملا غير منقوص(يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)
5- تمنى أن يرانا واشتاق لذلك في حديثه الصحيح (وددت لو أرى أخواني ) ( قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني (وبشرنا في نفس الحديث أن للعامل منا أجر خمسين من الصحابة لأننا لا نجد على الخير أعوان ونجد مضايقات واضطهادات وظلم بسبب ديننا حتى نزداد تمسكا به وصبرا على ما نلاقيه في سبيل الله ووصانا )اصبروا حتى تلقوني على الحوض( .
6-أمرنا بالصلاة والسلام عليه ليس لشخصه ولكن لأن من يصلي عليه سيصلي الله عليه عشرا ومن ختم بعد الآذان بالدعاء له فهو المنتفع بذلك فقد وجبت له شفاعة الحبيب المصطفي فهي الوسيلة وهي الدرجة العالية الرفيعة نفعنا الله بها إنه سميع مجيب 0
7- يجب أن نحب من يُحِبُّنا، ونُقَرِّب قلوبنا ممن يقترب منا، فهو عليه الصلاة والسلام يحبنا حبًّا عظيمًا، فقد سأل الله تعالى أن يخفف عن أمته الصلاة وذلك في حادثة الإسراء والمعراج، وادخر دعوته لأمته لكي يشفع لها يوم القيامة، وما من باب خير إلا ودعانا إليه لنناله، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفِرْدَوْسُ أعلى الجنة وأوسطها وفوقه عرش الرحمن، ومنه تتفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفِرْدَوْسَ الأعلى" ويوم القيامة عندما يرى من أمته من يُعذَّبون فيقول عليه الصلاة والسلام: "أُمَّتي.. أُمَّتي".
لم يتركنا الحبيب دون أن يعلمنا كيف نحبه بل قال لنا عليه الصلاة والسلام "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وأهله وولده والناس أجمعين"شرط الإيمان أن يكون النبي أحب إنسان لك في الدنيا.
(تخيل عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" الذي عرف بخشونته وهو يمشي مع النبي الحنون ومعهما مجموعة من الصحابة، فإذا النبي يمد يده الكريمة ليمسك بيد عمر، فيشعر بعاطفة النبي وحنانه، ويتحرك جموده، ويصيح: والله إني أحبك يا رسول الله. فيسأله النبي: أكثر من ولدك يا عمر؟ قال: نعم يا رسول الله. قال: أكثر من أهلك يا عمر؟ قال: نعم يا رسول الله، الأهل والمال والولد، فقال النبي: أكثر من نفسك. ليس مقبولا أن تحب النبي إلا حبا كاملا أن يكون حبك له 100%.وعندما سمع عمر بن الخطاب رد النبي عليه، انتحى بنفسه جانبا – يروي ذلك عبد الله بن عمر – وراح يفكر بإمعان، ثم رجع وهو يصيح بأعلى صوته: والله لأنت أحب إلي من نفسي يا رسول الله، فنظر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: الآن يا عمر الآن يا عمر، أي الآن اكتمل إيمانك يا عمر.
التصديق بالقلب0 الإقرار بالسان , طاعته فيما أمر , تجنب ما نهى عنه , أتباعه في أقواله وأفعاله 0 ولقد قال الله في كتابه العزيز ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) 0
يكثر المسلم من الصلوات السنن والنافلة 0يداوم على الأذكار اليومية في الصباح
والمساء
محاولة التحلي بالأخلاق الكريمة والفاضلة في التعامل مع الناس 0
الإكثار من الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام فالفائدة تعود على من يصلى عليه 0
ولنبدأ بأطفالنا نربيهم على حب رسول الله عليه الصلاة والسلام كما يأتى:-
1- اتخاذه القدوة الأولى للأطفال، وتعميق حبه في نفوسهم.
2 - بأسلوب مناسب لقدرات الأطفال نبين لهم فضل النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة الاسلامبه 0
3- باستخدام الإثارة المُشَوِّقَة والمُحَبَّبَة للنفوس نَقُصُّ عليهم سيرته العطرة.
4- نُعَلِّمُهُم الصلاة على النبي (يقولون صلى الله عليه وسلم) عندما يسمعون اسمه الصلاة والسلام
5 - نُربيهم على السلوكيات التي كان يتمثل بها عليه الصلاة والسلام، كطَلاقَة الوجه والسماحة وإلقاء السلام وحب المساكين وطاعة الوالدين والإنفاق في سبيل الله...
6- تحفيظهم الأدعية اليومية التي كان يدعو بها عليه الصلاة والسلام، وذلك باستخدام أسلوب التدرج في التعليم، ومن أمثلة أدعيته اليومية، دعاء الاستيقاظ من النوم والدعاء عند الانتهاء من الأكل، ودعاء الخروج من المنزل...
7- توجيههم ومتابعتهم نحو حفظ أحاديثه الشريفة، وليكن لكل أسبوع حديث واحد على الأقل، وتلك الأحاديث تكون قصيرة ومناسِبة لقدراتهم الذهنية والاستيعابية، ومثال ذلك:
قوله صلى الله عليه وسلم
أفضل الإيمان الصبر والسماحة"(1)
"مَنْ صَمَتَ نجا"(2)
"أَفْضَلُ العبادة الدُّعاء"(3)
الثمار التي نجنيها من حبه
(1) حب الله لنا
حب الله لنا ثمرة من أطيب الثمار اليانعة نقتطفها من محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوْبَكُمْ واللهُ غَفُوْرٌ رَحِيْم)([).
يا لها من محبة يتمنى أن يَبْلُغَهَا كل مُوَحِّد لله رب العالمين.
(2) اكتمال الإيمان
من اكتمال الإيمان حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث خير دليل على ذلك، والمؤمن يحرص دائمًا على اكتمال الإيمان في نفسه ووجدانه، أفلا يود أن يتوج إيمانه بحب خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
(3)الارتقاء لمعالي الأخلاق والفضائل
المحب مولع بتقليد المحبوب، والله تعالى أرسل إلينا حبيبنا محمدًا صلى الله عليه وسلم لكي ينتشلنا من دياجير الظلام إلى نور الإسلام، وأمرنا بحبه والاقتداء به، وإذا أحببناه أحببنا أعماله التي أضاءت قلوبنا، فها هو متواضعًا، خافضًا الجناح للمؤمنين، صادقًا، موفيًّا بالعهد، محبًّا للفقراء، أمينًا، متسامحًا، حليمًا، منفقًا في سبيل الله، تلك الفضائل يجب أن نتحلى بها؛ لأنها تمثلت في محبوبنا، ومن ثَمَّ يجب أن نترجمها واقعًا من خلال سلوكنا الظاهري ناتجًا من حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4) ارتقاء الجانب الوجداني
في خِضَمِّ الجاهلية التي تطأها أرجلنا نجد أن القلب والنفس اكتنفتهما المادية فلهثنا وراء الدنيا، وأسلوب تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الدنيا عبر عنه في حديثه الذي قال فيه: "مالي وللدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم قام وتركها"، فهذا مقدار الدنيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم للآخرة مكانا كبيرا في نفسه ووجدانه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلاً"، وترجم ذلك عمليًّا عندما كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وهاهو أحد الصحابة يصف حالة الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الصلاة، فقد قال رضي الله عنه: "كان له أزيز كأزيز المرجل"، والمرجل القدر المملوء بالماء والموضوع فوق النار، فعندما يصل لدرجة الغليان يتحرك الماء بداخله ويصدر صوتًا، فصدر رسول الله يصدر صوتًا تأثرًا بتلاوة القرآن. فحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعلنا مرتقين وجدانيًّا وروحيًّا متذكرين حالنا في القبر والآخرة.
(5) حب المسلمين أجمعين
أثمر حب رسول الله صلى الله عليه وسلم محبتنا لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن والصحابة رضي الله عنهم، كما أثمر حب التابعين رحمهم الله وحب جميع المسلمين الذين سبقونا بالإيمان، كما يجب أن يثمر حب المسلمين الذين يعيشون معنا الآن، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يحب لنفسه" أهناك رابط دنيوي أو مصلحة مادية لا ورب الكعبة.. إنها المحبة التي أمرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فأثمرت تلك الثمار اليانعة التي شملت المسلمين بمشارق الأرض ومغاربها.
واليكم بعض ما قاله المحبون في حب الحبيب عليه الصلاة والسلام
000000000000
نبيٍ أمّي قلبه صافي وافي كلـَّه إيمان ... ولسانه عذب داقي حنونٍ كنـَّه حريـره
هو بالعلم والعقل والهدى أعظم إنسان ... وهو للأخلاق والـورع وللـديـن أميره
صلى عليه من رفع السما بغير عمدان ... هـو نبيـَّه وحبيبه وصفيـَّه وهـو نذيـره
00000000000000
و الله ما جاد النساء بمتله
اكرم به من مرسل رباني
نور البرية عمنا بضيائه
فهو البشير بصادق البرهان
000000000000000
هو حبيب الله الـــــــــــــــــــذي جمل بمولده شهر الربيع
وهو الرحمة المهداة وفـــــــــــــــي خلقه أبدع الباري البديع
وذابت مهجتي في حب طـــــــــه فلقد جائنا بالحق والتشريع
فكونوا يا أحباب النبي طــــــــه على الإسلام سورا وسيع
وفي سنة النبي محــــــــــــمدا كن يا أخي دوما مطيع
لتفوز بجنة الفردوس وتكــــــــــون في مستوى عالي ورفيع
فصلي ياربي على الحبيب محمدا ما ناحت الحمائم وهبت نسائم الربيع
وعلى اله واصحابه الأبطال الذين دفنوا بأرض البقيع