بما أن البيئة وعوامل السلامة والأمان في المركبات يمثلان اهتماماً خاصاً بالنسبة لـ «بريدجستون» اليابانية، نجحت الشركة في تطوير مجموعة من التقنيات الجديدة والتطبيقات العملية لتحقيق مزيد من الراحة عند قيادة سيارات مزودة بالإطارات التي تسير بلا هواء. وستبدأ الشركة اليابانية بتسويق الجيل الثالث من هذه الإطارات قريباً مع تركيز جهودها التسويقية على صانعي المعدات الأصلية، لكي تركّب الإطارات في سيارات الركاب الجديدة.
بالنسبة لبريدجستون، حان الوقت للاستغناء عن الاطارات الاحتياطية من خلال استخدام الإطارات التي تسير بلا هواء والتي تتميز بثبات أفضل للسيارة عند حدوث ثقب في الإطار، وراحة البال للسائق لأنه لن يحتاج إلى التوقف في مكان خطر لكي يغيّر الإطار المثقوب.
وحسب الدراسات التي قامت بها بريدجستون، فإن الحدّ من استخدام الإطارات الاحتياطية في جميع أنواع السيارات سيسهم في حماية الموارد، وذلك بخفض الاستهلاك بمقدار 59 مليون إطار احتياطي سنوياً. كما أن انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون التي تصدر عن كل إطار احتياطي طوال فترة عمره، بدءاً من شراء المواد الخام المستخدمة في تصنيعه وحتى التخلّص منه، ستنخفض بمقدار 2 مليون طن سنوياً. كما يمكن خفض كميات أكبر من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون من خلال الحدّ من العجلات التي تُستخدم مع الإطارات الاحتياطية.
وأيضاً، سيسهم طرح بريدجستون للجيل الثالث من الإطارات التي تسير بلا هواء، والتي توفر هذا الكم من المميزات، في جعل عالم السيارات أكثر أماناً وأكثر حفاظاً على البيئة لأنها قادرة على السير لمسافة 80 كلم بسرعة تصل إلى 80 كلم/س.
سنوات من الريادة
عام 1987 باشرت بريدجستون بإنتاج الجيل الأول من الإطارات التي تسير بلا هواء، وهي ذات جوانب مزودة بمطاط مقوى. وكانت القيادة على هذا النوع من الإطارات تتصف بالقساوة مقارنة مع الإطارات التقليدية، لأن جانبي الإطار كانا سميكين وقليلي المرونة. وفي عام 2005، طرحت بريدجستون الجيل الثاني من هذه الإطارات والتي أسهمت بتقديم قيادة أكثر راحة بعد تعديل نوعية المطاط مقوى الجوانب.
أما الجيل الثالث فيتبنّى تقنية جديدة تحقق راحة أكبر أثناء القيادة، اذ تقلل من قياس مؤشر انحراف القساوة العمودي بالمقارنة مع إطارات الجيل الثاني. كما أنه يحقق القيادة المريحة مقارنة مع الإطارات التقليدية.
وتسمح هذه التقـنيات الجـديدة بتصنيع إطارات ذات أحجام مختلفة بما في ذلك الأحجام التي كان يصعب إنتاجها من قبـل في الإطارات التي 103101B.jpg تسير بلا هواء.
ميزات متطورة
يشكل عامل التحكّم في الحرارة الميزة الأساسية للجيل الثالث من الإطارات التي تسير بلا هواء، كما أن جعل جوانبها أقل سماكة وأكثر ليونة يسهم في تقديم الراحة للسائق والركاب. ولكن عند قيادة السيارة أثناء وجود ثقب في الإطار، يتسبب التشوه الذي يحدث في جوانبه في توليد قدر أكبر من الحرارة في هذا الجزء منه. ومثلت هذه الأمور مثلت تحدياً كبيراً تجاه الجهود المبذولة لرفع مستوى الراحة داخل السيارات التي تستخدم هذا النوع من الإطارات. ولتحقيق هذه المعادلة، ابتكرت بريدجستون ثلاث تقنيات هي:
- مطاط جديد مقوى الجوانب يمكنه أن يحدّ من توليد الحرارة عبر اعتماد تقنيات NanoPro-Tech، الى جانب الحدّ من الاحتكاك الذي يحدث بين جزيئات الكربون عند تعرّض الإطار للضغط، ما يحدّ من توليد الحرارة. ومقارنة مع المطاط المستخدم في الجيل الثاني، يمتاز المطاط الجديد بخفض حرارة بنسبة 50 في المئة داخل الإطار، الذي تشوه نتيجة فراغه من الهواء.
- طبقة جديدة تقاوم التشوه الذي يتعرّض له الإطار المثقوب
- تقنية زعنفة التبريد التي تبرّد جوانب الإطار.
ثلاثة أجيال
في ثمانينات القرن الماضي أنتجت بريدجستون إطارات من نوع Run - flat بهدف تزويد سيارات المعوقين 103102B.jpg بها لتمكنهم من مواصلة القيادة حتى بعد انعدام ضغط الهواء داخل الإطار. وفي عام 1987، دخلت بورشه الألمانية على الخط من خلال اختيارها هذه الإطارات من بريدجستون لتكون أحد التجهيزات القياسية في طراز بورشه 959.
ومنذ عام 1999، لبّت شركات صناعة السيارات الحاجات الجديدة للمجتمع فأنتجت طرزاً متنوعة من السيارات التي تستخدم الإطارات التي تسير بلا هواء كإحدى تجهيزاتها. ونتيجة لهذه النقلة المميزة، نجد أنه بعد 20 شهراً فقط من تخطي حجم المبيعات لحاجز 5 ملايين إطار في آب (أغسطس) 2006، بلغت شحنات بريدجستون التراكمية لشركات صناعة السيارات 10 ملايين من الإطارات في نيسان (أبريل) 2008. كذلك امتد إنتاج الجيل الأول من هذه الإطارات من عام 1987 حتى عام 2004، بينما يتواصل إنتاج الجيل الثاني منذ عام 2005