كعادتى استيقظ مبكرة و ادور فى نفس الحلقة المفرغة التى سئمت منها و لكن هذا اليوم له معايير اخرى
فمنذ زواجى من عماد مرت بنا شدائد و مصاعب جذبت خيوط علاقتنا و ارختها مرات و مرات حتى قاربت على فقد مرونتها و هذا مما يوقد لهيب التوتر فى اقل الموضوعات اهميه و سادت حاله من الوجوم و الملل
اترى سوء الاحوال الماديه يمكن ان ينخر فى اعمدة حياتنا كالسوس فى الخشب ؟
هل لنا ان نتبرأ من حبنا امام تعقيدات الحياة و مسؤلياتها ؟
لا استطيع ان اجيب لان الضغوط كثيره و الهموم اكثر
اليوم سيسافر عماد الى احدى الدول العربيه لعله يجد سعة فى رزقه فنخرج من هذة الدائره و نعود الى حبنا و نجد فى ظلام ايامنا بصيص ضوء يشعرنا بالحياه
تعاقد لا بأس به و حان يوم السفر
فلم اكن لاتعامل مع هذا اليوم ككل ايامى فلم اذهب الى عملى حتى اكون فى وداعه
و فضلت ان اعد له افطار مختلف عله يترك فى نفسه بصمه حتى نلتقى
لو ادرك من حولى ان ابتسامتى كخناجر فى قلبى و ان دموعى تنساب فى قلبى خوفا من لوم اللائمين و قد كثرت منهم النصائح و التوجيهات
مررنا باسوأ شهور حيث كان ضيق ذات اليد مفتاح الغزو الفكرى لاسرتنا و استباحه اسرارنا و ازماتنا من الجميع
ثقلت همومى و لم استطع ان ابدى اى اعتراض على سفره فليس لدينا حل سواه
فاجأنى بجمود وجهه و ثبات عينيه فليست زائغه كعيناى و تعامل مع ما ارهقت نفسى فى تحضيره بقمة البرود و سالنى الن تتناولى مع طعام الافطار فبادلته الجمود
لا ما ليش نفس
بدأت جموع الحكماء و اصحاب الاراء السديده فى الوصول لتوديعه و اسداء النصح لى و انا فى داخلى اتعجب من حالى و ما آل اليه
حان وقت الرحيل و اشار والده الى انه ليس هناك داعى لمرافقته الى المطار فما سيقال هناك يقال هنا و كفانا بكاء و عذاب و ارتضى الجمع هذا الرأى و غادر منزلنا الصغير حاملا احلامنا و آمالنا بين يديه و بدأت دقات عقارب الثوانى تزيد من بعاده و ما اثقلها من حركة لعقرب الثوانى لاكمال الدقائق فما بالنا بالساعات و الايام و الشهور
اخرجنى الحاضرون من خلوتى بنفسى و انا جالسة بجوارهم و تبادلوا معى اطراف الحديث و استمعت لحديثهم باصغاء فهم على حق شىء من العذاب مع وداع الامل لمستقبل افضل و شىء من التضحيه لنيل رغد العيش
سلمت الامر لله و اعتبرت وداع الامل هو الامل فى كل جديد و جميل فى حياتنا
امضينا وقت ليس بالقصير يسمعنى كل منهم خبرته الفذه فى التعامل مع مجريات الحياه و ضرورة ان تكون الزوجه عونا لزوجها و حصنا له ضد الزمان و و و و و حتى اوقف كلامنا جرس الباب
و اذا بعماد يدخل علينا ما هذا ؟ ماذا حدث ؟؟؟
علت وجهه ابتسامه بارده قد الغيت رحله الطيران اليوم و خيرونا بين التاجيل او الالغاء فقررت الالغاء و عدت اليكم لانى قد شاهدت الحزن على وجوهكم لفراقى
تركنا الحكماء و الفصحاء و ذهبوا دون سلام و غبت عنه لحظات و عدت حاملة حقيبتى و لم تزل ابتسامته البارده على شفتيه متسائلا الست سعيده بلقائى؟؟
فقلت اى لقاء انه لقاء اليأس
بقلمى