موضوع اكثر من راثع واستاذنك فى ان اضيف عليه ماكتبه الدكتور زغلول النجار
قال تعالى : (وَالطُّورِ. وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ . فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ . وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ . وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ . وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)
(سجر التنور ) في اللغة : أي أوقد عليه حتى أحماه ،و العقل العربي وقت تنزل القرآن و لقرون متطاولة من بعد ذلك لم يستطع أن يستوعب هذه الحقيقة ، كيف يكون البحر مسجوراً و الماء و الحرارة من الأضداد .
حتى أكتشف حديثاً أن الأرض التي نحيا عليها لها غلاف صخري خارجي هذا الغلاف ممزق بشبكة هائلة هائلة من الصدوع تمتد لمئات من الكيلومترات طولاً و عرضاً بعمق يتراوح ما بين 65 و 150 كيلومتر طولاً و عرضاً و من الغريب أن هذه الصدوع مرتبطة ببعضها البعض ارتباطاً يجعلها كأنها صدع واحد و يقسم الله سبحانه و تعالى في آية أخرى ( و الأرض ذات الصدع ) و في هذه الآية إعجاز واضح فالله يقسم بصدع واحد الذي هو عبارة عن اتصال مجموع الصدوع ، يشبهه العلماء باللحام على كرة التنس ، و قد جعلت هذه الصدوع في قيعان المحيطات و هذه الصدوع يندفع منها الصهارة الصخرية ذات الدرجات العالية التي تسجر البحر فلا الماء على كثرته يستطيع أن يطفئ جذوة هذه الحرارة الملتهبة و لا هذه الصهارة على ارتفاع درجة حرارتها ( أكثر من ألف درجة مئوية ) قادرة أن تبخر هذا الماء ، و هذه الظاهرة من أكثر ظواهر الأرض إبهاراً للعلماء .
و قد قام العالمان الروسيان " أناتول سجابفتيش " عالم جيولوجيا ، و " يوري بجدانوف " عالم أحياء و جيولوجيا و بالإشتراك مع العالم الأمريكي المعروف " رونا كلنت " بالغوص قرب أحد الصدوع في العالم ، فقد غاصوا جميعاً و هم على متن الغواصة الحديثة ميرا ووصلوا إلى نقطة الهدف على بعد 1750كم من شاطئ ميامي و غاصوا على بعد ميلين من السطح حيث وصلوا إلى الحمم المائية التي لم يكن يفصلهم عنها سوى كوة من الأكرليك و كانت الحرارة 231 م وذلك في وادٍ على حافة جرف صخري و كانت تتفجر من تحتهم الينابيع الملتهبة حيث توجد الشروخ الأرضية في قاع المحيط و قد لا حظوا أن المياه العلوية السطحية الباردة تندفع نحو الأسفل بعمق ميل واحد فتقترب من الحمم البركانية الملتهبة و المنصهرة فتسخن ثم تندفع محملة بالقاذورات و المعادن الملتهبة ، ولقد تأكد العلماء أن هذه الظاهرة في كل البحار ، والمحيطات تكثر في مكان و تقل في مكان آخر .
إن البراكين في قيعان المحيطات أكثر عدداً ، و أعنف نشاطاً من البراكين على سطح اليابسة ، وهي تمد على طول قيعان المحيطات .
و المبهر في هذه الصياغة المعجزة (و البحر المسجور ) أنه نظراً لعدم وجود الأوكسجين على قاع البحر لا يمكن للحمم البركانية المندفعة عبر صدوع قاع المحيط أن تكون مشبعة على طول خط الصدع ، و لكنها عادة ما تكون داكنة السواد ، شديدة الحرارة ، و دون اشتعال مباشر ، تشبه صاجة قاع الفرن البلدي إذا أحمي أسفل منها بأي وقود فإنها تسخن سخونة عالية تمكن من خبز العجين عليها ، و هذا القصد اللغوي تماماً للفظ المسجور و لا يوجد كلمة ممكن أن تحل محلها و تدل على المعنى بدقة فتأمل عظمة هذا الإبداع الرباني .
المصدر : من آيات الإعجاز في القرآن الكريم الدكتور زغلول النجار