حسن شحاتة ورجاله فعلوا ما عليهم وأكثر، ويجب شكرهم ومساندتهم على كل ما فعلوه لمصر، وعلينا معرفة من السبب الحقيقي وراء عدم تأهلنا للمونديال.
الفريق فعل ما عليه وأدى بكل روح وإخلاص، ولم يقصر أحد منهم ولا يمكن مطالبتهم بأكثر من ذلك، وإذا كان هناك سببا مباشرا لخروج مصر من التصفيات فليس الجهاز أو اللاعبين.
السبب هو الإعلام المصري الذي أدخل منتخب بلاده في مباراة لا تتعلق بكرة القدم، بل جر الفريق الوطني لساحة من المشاكل والإثارة، يتألق فيها المنافس، واستغلها لتحقيق غايته.
وإذا كان هناك أشخاصا مسؤولين عن الهزيمة فليس حسن شحاتة، بل مصطفى عبده ومدحت شلبي وعمرو أديب وخالد الغندور ومحمود معروف.
فالجزائر إذا كانت قد فازت علينا وتأهلت للمونديال فإن ذلك بسبب أنهم أشعلوا الإثارة بين المنتخبين والدولتين، وشتتوا تريكز لاعبينا قبل أهم مباراة في الـ20 عاما الأخيرة بمصر.
لاعبو مصر لا يستطيعون اللعب في هذه الظروف، ويخرجون عن تركيزهم ويفقدون أعصابهم، بينما الجزائر "أساتذة" في المجال، ولا يتألقوا إلا إذا كانوا يشعرون أنهم في حرب.
صحيح أن الجرائد الجزائرية بدأت شرارة الإثارة من جانبها، لكن الإعلاميين المصريين انساقوا خلف تلك الموجة، رغبة منهم في الظهور في ثوب البطولة أمام الجمهور المصري.
أو حتى رغبة في زيادة أرباح القناة من ملايين الرسائل والمكالمات، وللأسف نجح الجزائريون في خطتهم و"ضحكوا" علينا.
وأؤكد لكم بل وأقسم أن لاعبي منتخب مصر لم يكونوا في معزل عن الأحداث الساخنة مثلما يظن البعض، بل على علم بكل كبيرة وصغيرة تحدث، وهو ما شتتهم وأثر عليهم بالسلب.
ولم يكتف الإعلام المصري بذلك، بل لجأ إلى طمأنة الجمهور بطريقة مبالغ فيها وتأكيدهم أن التأهل مضمون وقادم لا محالة، وأن الفراعنة سيسحقون منتخب الجزائر الضعيف!
أؤكد أن لاعبي منتخب مصر لم يكونوا في معزل عن الأحداث الساخنة، بل على علم بكل كبيرة وصغيرة، وهو ما شتتهم وأثر عليهم.
رغم أنهم جميعا لا يعرفون لاعبي الجزائر ولا طريقة أنديتهم ولا الأندية التي يلعبون بها، بل وحتى ينطقون أسمائهم بطريقة خاطئة.
على الجزائريين أن يتوجهوا بالشكر للإعلام المصري الذين كان سببا في تأهلهم للمونديال، وعلى الجمهور المصري "الغلبان" أن يعلم من هم السبب الحقيقي في اخفاقنا في التأهل.
أما نحن فليس أمامنا سوى أن نبارك لأشقائنا في الجزائر على التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 لأنهم أثبتوا أنهم الأفضل وأنهم يستحقون بطاقة التأهل عن المجموعة الثالثة ونؤكد لهم أننا سنكون أول من يساندهم في المونديال.
كفانا تكبرا وغرورا والقول دائما بأننا أفضل العرب وأفضل الأفارقة ليس في كرة القدم بل في كل المجالات، لأن الكمال لله وحده، كما أن الغرور قاتل ويصيب صاحبه بالفشل، كما أنه يجعله مكروها من الأخرين.
الجزائر تساوت معنا في كل شيء في التصفيات، في النقاط، وفي الأهداف، وحتى في نتيجة مباراتينا سويا، وإذا كانوا قد قاموا بأفعال مشينة في لقاء الذهاب بسبب الضغط الجماهيري وحالات التسمم، فنحن قد فعلنا ذلك أيضا في لقاء الإياب بعد تحطيم الحافلة وإصابة لاعبيهم، وهو أمر حدث بالفعل ولا داعي ولا فائدة من انكاره حاليا خاصة بعدما ودعنا التصفيات، ولن نخشى من قرارات الفيفا بإعادة المباراة أو شىء من هذا القبيل.
والمباراة الفاصلة كانت مقياسا حقيقيا لتحديد المنتخب الأقوى والأفضل خاصة وأننا نلعب مباراة فاصلة في أرض محايدة وبجماهير متساوية في العدد، وقد فازوا علينا في اللقاء ويجب أن نعترف بأنهم الأفضل ونبارك لهم، ولا نعلق الهزيمة على أخطاء الحكام أو أخطاء التشكيل أو التغيير.
مجددا حسن شحاتة وجهازه الفني فعلوا ما عليهم وأكثر، ويجب أن نشكرهم ونساندهم على كل ما فعلوه لمصر طوال أكثر من أربع سنوات متتالية، واللاعبين فعلوا ما عليهم وأدوا بكل روح وإخلاص ولم يقصر أحد منهم ولا يمكن أن نطالبهم بأكثر من ذلك، وأتمنى من جميع الجماهير ووسائل الإعلام بعدم مهاجمة أو انتقاد الجهاز الفني واللاعبين في الفترة المقبلة لأنهم لم يقصروا في شيء.
نقطة أخيرة:
ليس مكتوبا لنا أن نتأهل للمونديال، ولعلي "أصبر" نفسي والجماهير أيضا بأنه كان من الممكن أن نفوز في المباراة الفاصلة ونفرح ونغني ونرقص، ثم نتفاجأ بقرار من الفيفا بإعادة مباراة القاهرة أو احتساب نتيجتها للجزائر واعتماد تأهلهم.
ووقتها الصدمة كانت ستكون أكبر وأقوى، وفي النهاية أقول .. الحمد لله على كل شيء .. والحمد لله في السراء والضراء.