اعلم الصحابه بالحلال والحرام

أعلم الصحابة بالحلال والحرام

إنه رجلٌ أحب العلم ، فأعطاه الله أرفع الدرجات .إنه الصحابي الجليلمعاذ بن جبلرضي الله عنه وأرضاه .أسلم وهو ابن ثمانيعشرة سنة ، وشهد العقبة مع السبعين ، وحضر الغزوات كلها ، وأردفه رسولالله صلىالله علي وسلم وراءه ، وبعثه إلى اليمن بعد غزوة تبوك .وقال صلى الله عليهوسلم . أَرحم أمتي بأمتي أبو بكر,وأشدها في دين الله عمر,وأصدقهاحياءً عثمان,وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ,وأفرضهم زيد,ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة- حديث صحيح أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه ويأتي معاذ بن جبلبعلمه الحلال والحرام أمام العلماء بدرجةٍ يوم القيامة ، وكان النبي صلىالله عليه وسلم يحبه ، وذلك اختصه بذكر محبته له .يقول معاذ بن جبل رضيالله عنه :لقيني النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا معاذ، إني لأحبك في الله- قلت : وأنا والله يا رسول الله ، أحبك في الله-قال : أفلا أعلمك كلمات تقولهن دُبر كل صلاة ؟ رب أعني على ذكرك ،وشكرك ، وحُسن عبادتك -حديث صحيح أخرجهأبو داود) والنسائي وخطب عمر بن الخطاب رضي اللهعنه الناس بالجابية فقال : من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل .المستدرك وصححه ، وأقرهالذهبيوغاب رجلٌ عن امرأته سنتين ، فجاء وهي حُبلى ، فأتىعمر ، فهم برجمها ، فقال معاذ : إن يكُ لكعليها سبيل فليس لك على مافي بطنهاسبيل ، فتركها ، فوضعت غلاماً بان أنه يشبه أباه قد خرجتثنيتاه ، فقال الرجلهذا ابني !فقال عمر: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ ، لولا معاذ لهلك عمر . الكنز -وعُرِف معاذ بن جبلبالورع التام ، فكانت تحت معاذ بن جبل امرأتان ، فإذا كان عند أحداهما لميشرب في بيت الأخرى الماء .وإذا كان يوم أحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ،ثم توفيتا في السقم الذي بالشام ، والناس في شغل ،فدفنتا في حفرة ، فأسهمبينهما أيتهما تُقَدم في القبر . صفة الصفوةوكان معاذ بن جبل رضي الله عنه إذا تهجد من الليل ،قال :
اللهم قد نامت العيون ، وغارت النجوم ، وأنت حيٌ قيوم ، اللهم طلبي للجنةبطئ ، وهربي من النار ضعيف ، اللهم اجعل لي عندك هُدىً ترده إلي يوم القيامة إنكلاتخلف الميعاد . صفةالصفوة وعاش معاذ العالِم في ديار الشام يُعلم ، يُفتي ،ويُحَدث ، ومن روائع كلامه: إن من ورائكم فتناً يكثر فيها المال ، ويفتح فيهاالقرآن ، حتى يقرأه المؤمن والمنافق ، والصغير,والكبير ، والأحمر والأسود ،فيوشك قائل أن يقول مالي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنونييتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره0إياكم إياكم وما ابتدع ، فإن ما ابتدع ضلالة ،وأحذركم زيغة الحكيم ، فإن الشيطان يقول : عليَ فيالحكيم كلمة الضلالة ، وقديقول المنافق كلمة الحق فأقبلوا الحق ، فإن على الحق نوراً0قالوا : ومايدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة ؟قال : هي كلمة تُنكرونها منهوتقولون ما هذه ؟ فلا يثنكم ، فإنه يوشك أن يفئ ، ويراجع بعض ما تعرفون . طبقات ابن سعد ، صفة الصفوةوأخيراً ...مرض معاذ بن جبل في الطاعون الذيانتشر في ديار الشام آنذاك ، وقال له الناس :
ادع الله أن يرفع عنا هذه الرجز .
قال : إنه ليس برجزه ولكنه دعوة نبيكم ، وموت الصالحين قبلكم ،وشهادة يخصالله بها من يشاءمنكم0ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك ، أن يغدو الرجل منكممن منزله لا يدري أمؤمن هو ، أو منافق ،وخافوا إمارة الصبيان .
وكانتوفاة معاذ بن جبل رضي الله عنه ، في طاعون عمواس ، بناحية الأردن من ديار الشام،وكان له من العمر : ثلاث وثلاثين ، فرضي الله عنه وأرضاه ، وجعل أعلى عليينمأواه0

ولا ننسى موقف سيدنا معاذ رضى الله عنه

فى غزوة بدر

جزاك الله خيراً سبع افندى