samy9 مشرف منتدى الملتيميديا الاسلامية
عدد الرسائل : 357 العمر : 35 نشاط العضو : الدولة : السٌّمعَة : 3 نقاط : 530 تاريخ التسجيل : 09/05/2009
| موضوع: كان شابا محبا لله الخميس 21 يناير - 12:45:54 | |
| كان شابا محبا لله
كان يعلم أن أول ما سيسأل عنه يوم القيامة
ليس الصلاة
بل سيسأل عن إقامة الصلاة
أي عن تأديتها على النحو الذي يقيمها على أصولها
وهذا ليس بالأمر المستحيل
ولهذا كانت الصلاة بالنسبة له شئ عظيم
وسيكون له ما أراد بمنتهى البساطة بإذن الله
****
كانت الدبابيس توخزه قبل كل صلاة بربع ساعة
فكان يهرع للوضوء مسرعا
كان يعلم أنه يتطهر ليقابل الله
فالصلاة هي معراجه لله
فعليه أن يستشعر جلال الوضوء وقدسيته
وكان يعلم أنه
من غفل في وضوءه ,,, غفل في صلاته
فكان يغمض عينيه قبيل الوضوء ليستجمع قلبه ويستحضر نيته
ثم يبدأ في الوضوء
ويتخيل أن الذنوب تتساقط منه مع كل قطرة ماء
فإنه لا يعرف كثير مما يرتكب من ذنوب كل يوم
قد يكون قد نطق بكلمة من سخط الله وهو لا يدري
ولكن الوضوء يمحوها
قد يكون قد نظر للحظات لما يغضب الله ونسي
فالوضوء يمحو ما علق بعينه من إثم
قد يكون .... وقد يكون
ثم ما يلبت أن يؤكد عبوديته لله بدعاء ما بعد الوضوء فيقول
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين
ثم يهرع للمصحف ليحفظ الثلاثة أسطر الذي اعتاد حفظها قبيل الصلاة
لأنه يعلم أنه إذا قرأ آيات ما زال حديث العهد بها فسوف يركز فيها خشية أن يخطئ
فذلك سيمنعه من السرحان في الصلاة
ثم يتوجه إلى مصلاه
انه يستشعر أنه ذاهب للقاء الله
كان يتذكر أن بعض الصالحين كلما انتهى من وضوئه أغشي عليه
وإذا سأل عن ذاك بعد الإفاقة قال .. أتعلمون بين يدي من سأقف ؟
****
كان يصلي ركعتين إما للسنة أو لتحية المسجد ثم يجلس ليدعو
.... فهو يعلم أن
الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد
وما أن يلمح المؤذن يتأهب للإقامة يشرع في أذكارما قبل الصلاة
تلك التي علمها سيدنا رسول الله لأم رافع وذكرها الإمام النووي في كتاب الأذكار
يا أم رافع إذا قمت إلى الصلاة فسبحي الله تعالى عشرا وهلليه عشرا واحمديه عشرا وكبريه عشرا واستغفريه عشرا فإنك إذا سبحت قال: هذا لي وإذا هللت قال: هذا لي وإذا حمدت قال: هذا لي وإذا كبرت قال: هذا لي وإذا استغفرت قال: قد فعلت فكان يحب أن يدخل على الصلاة مغفورا له يقينا
وفي خلال ذلك
تكون مروحة عقله التي تدور في أفلاك الدنيا وزينتها قد توقفت ودارت في الإتجاه المعاكس
في اتجاه الله عز وجل
*****
كان إذا كبر الإمام شعر ذلك الشاب أنه قد دخل في حضرة الله
فلا يفكر في شئ سواه
يقول الله أكبر ويرمي الدنيا من خلفه
نعم فالله أكبر من كل شئ ... وأي شئ
ثم يبدأ في الفاتحة
نعم يبدأ في الحوار مع الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : {الحمد لله رب العالمين} ، قال الله : حمدني عبدي . فإذا قال : {الرحمن الرحيم} ، قال : اثنى علي عبدي . فإذا قال : {مالك يوم الدين} ، قال مجدني عبدي.وإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين} ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل . فإذا قال : {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ، قال : هذا لعبدي . ولعبدي ما سأل ) ..فكان الحوار يشعره بالزهو ففي الحوار لذة خاصة
لذة حوار الله عز وجل
ولذة وعد الله له بأن له ما سأل وقد كان بعض الصالحين إذا قرأ آيه يصمت بعد كل آية للحظة ليتخيل أن الله يرد عليه
ثم يكمل !!!
****
ثم يبدأ في تلاوة الأسطر الثلاث التي حفظها لتوّه
ثم يركع
يقول سبحان ربي العظيم
ثم يمتلا قلبه أملا في أن لا يكون يوما ممن قال فيهم القرآن الكريم
وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعونالمرسلات 48
ويتذكر فضل الله عليه أنه ما زال يتشرف بأنه يستطيع أن يركع بين يديه
ثم يقوم من ركوعه ويحمد الله أن أقامه بين يديه
ثم يسجد
وهنا يدق قلبه بسرعه
لأنه يشعر أنه قريب جدا من الله في ذلك الموضع
إنه الآن بين يدي الله
قريب منه
عندها يذكر يوم يسجد بين يدي ربه يوم القيامة
ويتخيل أن تلك السجدة قد تكون سجدته الإخيرة في هذه الدنيا
****
ثم يقوم فيعيد كل تلك الخطوات ثانية حتى يصل إلا لحظات من أحلى لحظات الصلاة
التشهد
ويتذكر ذلك الأثر الذي تناقلته كثير من كتب الأثر
ويؤخذ به للإستئناس وترقيق القلوب لا للإستدلال
ذلك حين كان سيدنا رسول الله يسير مع سيدنا جبريل في رحلة الإسراء والمعراج
وفي مكان ما .. يقف سيدنا جبريل عليه السلام ....
فيقول له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
يا أخي يا جبريل ...أهنا يترك الخليل خليله ؟
قال سيدنا جبريل : لكل منا مقام معلوم ..
يا رسول الله ... إذا أنت تقدّمت اخترقت .. وإذا أنا تقدمت احترقت
وصار سيدنا جبريل كالحلس البالي من خشية الله
فتقدم سيدنا محمد إلى سدرة المنتهى .. واقترب منها ..
ثم قال سيدنا رسول الله : التحيات لله والصلوات الطيبات
رد عليه رب العزة : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
قال سيدنا رسول الله : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
فقال سيدنا جبريل وقيل الملائكة المقربون
أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمدا رسول الله.
كان الشاب في تشهده يستشعر أن سيدنا رسول الله تذكره هناك عند سدرة المنتهى .. حيث مواطن الأنوار والأسرار ... حيث من المستحيل من روعة المكان أن تتذكر الأم وليدها. تذكره وتذكر كل عباد الله الصالحين حيث لا يمكن أن يتذكر أحد
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
ولكنه بحنانه تذكره هناك
ما أروعها من كلمة
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
تذكر عباد الله الصالحين الذين يرجو أن يكون منهم ليشمله سلام سيدنا رسول الله
كم نحبك يا رسول الله
كم نتمنى أن نراك في المنام ولو معاتبا .. المهم أن نكحل أعيننا بطلعتك.
نحن يا رسول الله من قلت فيهم (يود الواحد منهم لو يراني ولو بإمه وأبيه )
صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله
****
كل ذلك يمر في خيال ذلك الشاب في ثوان أثناء النصف الأول من التشهد
فيصلي على حضرة النبي في الصلاة الإبراهيمية بكل ذرة في جسدة ردا للجميل ومقابلة الإحسان بالإحسان
صلاة يملاؤها الحب والشوق والإمتنان والإعتراف بالجميل لحضر الله الكريم ثم لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم
ثم يختم الصلاة بالسلام على الملكين الكريمين
ثم يكمل بأن يضمن لنفسه الجنه بآية الكرسي
| |
|