يتم تحديد مدى سمنة الشخص بحساب نسبة كتلة جسمه. أي حاصل قسمة وزن الجسم بالكيلو غرام على طول الجسم بالمتر المربع. وحين تتعدى هذه النسبة معدل 35 كجم / م2 فإنها تسمى سمنة مفرطة يصاحبها عادة أضرار صحية عديدة ، ولذا يصبح علاجها ضرورة صحية وليس ضرورة جمالية مجردة ، وعندما تزيد النسبة عن 50 كجم / م2 فإنها تصبح سمنة مضرة أو مميتة ، وفي هذه المرحلة يكون من المؤكد تعرض المريض إلى مجموعة من الأمراض المزمنة والمستعصية ، ولذلك فهي تحتاج إلى علاج جذري وسريع لإنقاذ المريض .
وتجدر الإشارة إلى أنه عند المعدل الأول من السمنة ، أي عند نسبة 30 كجم / م2 تكون خيارات العلاج أكثر من المعدل الثاني ، ويكون العلاج غير الجراحي متاحاً للمرضى لإنقاص وزنهم ، وهذا العلاج له طرق متعددة من أهمها :
أولا :
•العلاج بالحمية الغذائية :
وهذه الطريقة هي الأكثر تدولاً بين البدناء لأنها الأقل كلفة، ولكنها تحتاج إلى وقت طويل لظهور نتائج إنقاص الوزن ، كما تحتاج إلى التقيد التام بتعليمات خبراء التغذية والأطباء ومشرفي العلاج .
ويعاب على هذه الطريقة وجود المئات في برامج الحمية الغذائية والتي تخضع لاجتهادات كثيرة ، وعدم الالتزام بها من قبل المريض ، بالإضافة إلى ما تسببه بعض برامج الحمية من أضرار جانبية ومخاطر نتيجة نقص عنصر غذائي هام أو أكثر في الحمية .
ثانيا :
•العلاج بالتمارين الرياضية :
وهي طريقة فعالة وذات مردود جيد ، ويتبعها الكثير من زائدي الوزن في أوربا وأمريكا لتوفر النوادي والساحات والأماكن الصالحة لممارسة الرياضة .
وهي طريقة غير فعالة في الدول العربية والعالم الثالث لعدكم توفر الإمكانيات ، وعدم الاعتياد عليها اجتماعياً بسبب العادات والتقاليد وظروف الحياة اليومية .
ثالثاً :
• علاج السمنة باستعمال العقاقير والأعشاب :
تعتبر هذه الطريقة في علاج المسنة من أكثر الطرق شيوعاً في العالم ، ويكثر اللجوء إليها في المنطقة العربية لسهولة إتباعها ، وفعاليتها في كثير من الأحيان .
ولهذه الطريقة محاذيرها أيضاً على المدى الطويل ، مما يجعلها غير مقبولة على المستوى الطبي ، نظراً للمشاكل المصاحبة لها ، والتي تتلخص بما يلي :
1-تتسبب هذه العقاقير والمستحضرات في ظهور بعض المشاكل الصحية الجانبية ، مثل إضرابات الجهاز الهضمي ، والإضرابات النفسية كالاكتئاب ، وقد يؤدي بعضها إلى أخطر من ذلك ، كنزيف القولون ، أو حدوث سرطانات مختلفة ، وتؤدي أحياناً إلى احتمال حدوث فشل في عمل بعض أعضاء الجسم ، وخصوصاً ممن تتركز وظيفتها في التخلص من السموم المصاحبة لهذه المستحضرات ، كالكبد والكلى ، وقد ورد هذا في الدراسات والنشرات الطبية التي تبحث في خصائص هذه المواد والمستحضرات .
2-علاج السمنة بواسطة العقاقير والمستحضرات ( الطبيعية والاصطناعية ) هو حل مؤقت ولا يوقف الأسباب المؤدية إليها ، ويعود وزن الجسم إلى الزيادة عند التوقف عن استعمالها ، وقد تكون زيادة الجسم أكثر من السابق هذه المرة.
3-تعتبر طريقة علاج السمنة بالعقاقير والأعشاب مكلفة مادياً . و يشكل إتباعها لفترة طويلة عبئاً صعباً على شريحة كبيرة ممن يعانون من السمنة ويكون مستواهم المادي متوسطاً أو أقل من ذلك .
رابعاً :
• علاج السمنة بالطرق الطبية غير الجراحية ، أو مايسمى ( دون تدخل جراحي ) :
إن الطرق الطبية غير الجراحية لعلاج السمنة كثيرة ومتنوعة ، وأكثرها شيوعاً :
أ- العلاج بالإبر الصينية :
وهي طريقة قديمة وبسيطة ومغرية لكثير من مرضى السمنة ، ولكن يؤخذ عليها عدم معرفة آلية عمل العلاج ، وعدم وجود نتائج واضحة عند استعمالها ، بالإضافة إلى ان نسبة فشل العلاج العالية بعد فترة قصيرة من إتباعه .
ب-العلاج بالبالون :
وهي طريقة علاج حديثة ، تتم من خلال إدخال بالون داخل المعدة محقنه بالماء أو الهواء ، وإذ يشغل البالون حيزاً كبيرا ًمن حجم المعدة فإن المريض يشعر بالشبع طيلة النهار إلا أن نقاط ضعف هذه الطريقة العلاجية تكمن في :
1-إنها طريقة علاج مؤقتة ، ويلزم فيها إخراج البالون من المعدة بعد مرور ستة أشهر من وضعه على أبعد تقدير ، وبالتالي يعود الوزن للزيادة من جديد .
2-يسبب وجود البالون في المعدة شعورا بالشبع الشديد ، وثقل المعدة ، والرغبة في التقيؤ .
3-غالباً ما ينتج عن وجود البالون في المعدة تقرحات في جدار المعدة ، وممكن أن يؤدي هذا إلى حالة من النزف الشديد ، أو تكوّن جرثومة في المعدة يصعب علاجها .
خامسا:
تحليل البصمة :
وهي من وسائل العلاج الحديثة للبدناء ، وتعتمد هذه الطريقة على إجراء بعض التحاليل الكيميائية ، والتي يمكن الوصول عن طريقها تحديد الأطعمة المناسبة وغير المناسبة ، وبها يعرف مريض السمنة ما هي الأطعمة المسموح له بتناولها ، والأطعمة التي ينبغي عليه الابتعاد عنها لأنها تؤدي إلى زيادة وزنه بشكل مؤكد .
وقد أثبتت هذه الطريقة فعالية محدودة في علاج السمنة ، وذلك بسبب اعتمادها بشكل أساسي على تعاون المريض والتزامه الحرفي بتعاليم الطبيب .
و للموضوع بقيه ان شاء الله.. تحياتي للجميع .. و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته..