سيد الضوى أشهر رواة السيرة الهلالية بهذه الكلمات حمل رواة السيرة الهلالية على عاتقهم احترام بطولات السالفين، وفى ملحمة تاريخية عن حياة بنى هلال التى تعود جذورها إلى الجزيرة العربية، ولأكثر من نصف قرن،
يردد عم سيد الضوى أشهر وآخر رواة السيرة الهلالية التى ورثها عن أجداده من الصعيد، وحرصاً من الشاعر عبدالرحمن الأبنودى على تسجيل السيرة الهلالية مع آخر راو لها، قدم الأبنودى وعم سيد يومياً على شاشة القناة الأولى بالتليفزيون المصرى أحداث الملحمة البطولية،
قال الضوى لـ«المصرى اليوم» إن زمن أبوزيد الهلالى انتهى عصره ولو كان الهلالى يعيش الآن فى صعيد مصر لأخذ كل مواطن حقه، كما ينصح الضوى بنسيان تكرار ظاهرة أبوزيد فى الوطن العربى..
وحول ذكريات الضوى مع السيرة
قال: تعلقت بالسيرة منذ أن كان عمرى ١٠ سنوات، كنت أجلس إلى والدى الحاج الضوى وجدى الكبير، كنت أطوف معهما فى الموالد والأفراح وأجوب معهما نجوع وقرى صعيد مصر،
وكان الفن الشعبى مسلكنا فى السيرة الهلالية.تستقر السيرة فى حوالى ٥ ملايين بيت، احتفظ الرواة على مر الأجيال بالعدد الأكبر من الأبيات «كنت أجلس بجوار الراوى وكان عقلى هو اللى يحفظنى فأنا لا أعرف القراءة ولا الكتابة
ولكن والدى الحاج الضوى الكبير والمرحوم جابر أبوحسين كنت أجلس إليهما وأستمع جيداً وأحفظ عن ظهر قلب ما يقصانه ثم حفظت عن شعراء آخرين من الرواة الأصليين للسيرة أمثال أبوحسن حفنى ومحمد أبوقناوى».
وعن علاقته بالشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى يقول:
الأبنودى هو أول من اهتم بجمع السيرة التى اشتهر أهل الصعيد بروايتها، وبدأت التعرف على الأبنودى منذ منتصف القرن الماضى،
خاصة أن الأبنودى من أبناء قريتى وكنت آن ذاك أعزف على آلة الربابة تلك الآلة الفرعونية صاحبة الفضل فى إعطاء السيرة إيقاعها الحالى التى بدونها لا يمكن لأى راو أن يقدم هذا الفن الجميل،
كما يرجع الفضل لشاعرنا الأبنودى فى حرصه على تقديم السيرة لسنوات طوال فى بيت السحيمى فى القاهرة، وهو ما وثّق ارتباط الجمهور بها.
وعن أول مرة ألقى فيها السيرة أمام الجمهور يتذكر الضوى:
«كان عمرى لم يتجاوز عشر سنوات، وشعرت برهبة عندما واجهت الجمهور، إلا أن والدى وعم جابر أبوحسين دفعا بى بشدة وقالا لى لا تخف نحن بجانبك ومنذ أكثر من نصف قرن وأنا على علاقة جيدة بجمهور السيرة».
قدم سيد الضوى فن السيرة فى أكثر من مكان واستقبله جمهور هذه الأماكن بردود أفعال متباينة «من أهم الأماكن التى دارت فيها أحداث السيرة الهلالية، هى تونس العاصمة
وزرت باب عليوة وباب العسل والباب الرئيسى الذى ولج منه أبوزيد الهلالى،
وبعض سكان تلك المناطق قالوا لى إن معظم الأحداث التى ترويها السيرة خيالية
وكنت أرد عليهم بأن يعودوا إلى قصص التاريخ التى تحمل أسرار أبطال الرواية الحقيقية من القبائل التى نزحت من اليمن ونجد وصولاً إلى القيروان».
وعن الدولة الأخرى التى زارها برفقة السيرة يقول: «زرت فرنسا ثلاث مرات وبريطانيا وهولندا والنرويج ومعظم الدول العربية،
وفى كل قطر كان يتم استقبالنا بحفاوة شديدة سواء ممن يعرفون اللغة العربية أو أى لغة أخرى، لما للسيرة من تأثير على إحساس المتلقى سواء بالعزف أو بطريقة الأداء».
ويوضح الضوى أهم الدروس المستفادة من السيرة قائلاً: «السيرة الهلالية تحمل من المعانى الإنسانية الكثير والكثير مثل الشجاعة والرجولة والكرم، وكل هذه الصفات هى صفات رجل الصعيد ولهذا السبب ارتبط بها أهل الصعيد أكثر من غيرهم».
ويضيف: «العصر الذى نعيشه ملىء بالغدر والخيانة وعصر أبوزيد كان كله بطولات حقيقية».
وبأسى حقيقى يتابع: «ياريت أبوزيد كان على قيد الحياة فى الصعيد بهذا الوقت كان كل شخص أخذ حقه لأن شريعة أبوزيد قائمة على الحق ولا تخشى الباطل».