mona kabara رئيس التحرير
عدد الرسائل : 3619 العمر : 109 رقم العضوية : 40 نشاط العضو : الدولة : السٌّمعَة : 38 نقاط : 4053 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: قصة أعجبتني السبت 17 أبريل - 0:34:47 | |
| كان شيء من خوف ممتزج بوجوم يكسو وجه زوجتي عندما فتحت لي الباب ظهر اليوم
سألتها:ماذا هناك
قالت بصوت مضطرب: الولدأسرعت إلى غرفة أطفالي الثلاثة منزعجاً فوجدته فوق السرير
منزوياً في انكسار وفي عينيه بقايا دموع.
احتضنته وكررت سؤالي.
ماذا حدث؟
لم تجبني .. وضعتُ يدي على جبهته .. لم يك هناك ما يوحي بأنه مريض
سألتها ثانية:
ماذا حدث؟!
أصرت على الصمت.. فأدركت أنها لا تريد أن تتحدث أمام الطفل الصغير
فأومأت إليها أن تذهب لغرفتنا وتبعتها إلى هناك بعد أن ربت فوق ظهر صغيري
عندما بدأت تروي لي ما حدث منه وما حدث له أيضاً هذا الصباح بدأت أدرك
فالقصة لها بداية لا تعرفها زوجتي.. هي شاهدت فقط نصفها الثاني.. رحت أروي
لها شطر القصة الأول كي تفهم ما حدث ويحدث.
القصة باختصار أني أعشق النوم بين أطفالي الثلاثة أسماء وعائشة وهذا الصبي الصغير .
وكثيراً ما كنت أهرب من غرفة نومي لأحشر نفسي بقامتي الطويلة في سريرهم الصغير
كانوا يسعدون بذلك وكنت في الحقيقة أكثر سعادة منهم بذاك .
بالطبع كان لابد من حكايات أسلي بها صغاري .. كانت أسماء بنت الثمانية أعوام تطالبني دائماً
بأن أحكي لها قصة سيدنا يوسف .
وأما فاطمة فكانت تحب سماع قصة موسي وفرعون أو الرجل الطيب والرجل الشرير
كما كانت تسميهما هي.
وأما صغيري فكان يستمع دون اعتراض لأي حكاية أحكيها سواء عن سيدنا يوسف
أو عن سيدنا موسي .
ذات ليلة سألت سؤالي المعتاد سيدنا يوسف أم سيدنا موسي.. صاحت كل واحدة
منها تطالب بالحكاية التي تحبها .. فوجئت به هو يصيح مقاطعاً الجميع
عمر بن الخطاب
تعجبت من هذا الطلب الغريب.. فأنا لم أقص عليه من قبل أي قصة لسيدنا عمر..
بل ربما لم أذكر أمامه قط اسم عمر بن الخطاب.. فكيف عرف به.. وكيف يطالب بقصته .
لم أشأ أن أغضبه فحكيت له حكاية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
ارتجلت له هذه الحكاية بسرعة.
حدثته عن خروجه بالليل يتحسس أحوال رعيته وسماعه بكاء الصِبية الذين كانت أمهم
تضع على النار قدراً به ماء وحصى وتوهمهم أن به طعاماً سينضج بعد قليل ليسدوا به جوعهم.
حدثته كيف بكي عمر وخرج مسرعاً.. ثم عاد وقد حمل جوال دقيق على ظهره
وصنع بنفسه طعاماً للصبية .. فما تركهم حتى شبعوا وناموا .
نام صغيري ليلتها سعيداً بهذه الحكاية.. في الليلة التالية فوجئت بصغيري يعلن
أنه سيحكي لنا قصة عمر بن الخطاب
قلت له مستهزئاً: أتعرف
أجاب في تحد : نعم
لا أستطيع أن أصف دهشتي وأنا أسمعه يحكيها كما لو كان جهاز تسجيل يعيد ما قلته.
في ليلة أخرى أحب أن يسمع حكايات ثانية لعمر بن الخطاب..
حكيت له حكاية ابن القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص.. وكيف أن عمر بن الخطاب
وضع السوط في يد ابن القبطي وجعله يضرب ابن العاص .
في الليلة التالية أعاد على مسامعي حكايتي .. كان قد حفظها هي الأخرى.
وهكذا أمضينا قرابة شهر.. في ليلة أحكي له قصة عن عدل عمر.. أو عن تقواه..
أو عن قوته في الحق.. فيعيدها على مسامعي في الليلة التالية
في إحدى الليالي فاجأني بسؤال غريب
هل مات عمر بن الخطاب؟
كدت أن أقول له – نعم مات
لكني صمت في اللحظة الأخيرة فقد أدركت أنه صار متعلقاً بشخص عمر بن الخطاب
وأنه ربما يصدم صدمة شديدة لو علم أنه قد مات.. تهربت من الإجابة.
في الليلة التالية سألني ذات السؤال تهربت أيضاً من الإجابة.
بعدها بدأت أتهرب من النوم مع أطفالي كي لا يحاصرني صغيري بهذا السؤال..
صباح اليوم خرج مع والدته..
في الطريق لقي امرأة وعلى كتفها صبي يبكي كانت تسأل الناس شيئاً تطعم به صغيرها،
فوجئ الجميع بصغيري يصيح بها
لا تحزني سيأتي عمر بن الخطاب بطعام لك ولصغيرك
جذبته أمه بعد أن دست في يد المرأة بعض النقود.
بعد خطوات قليلة وجد شاباً مفتول العضلات يعتدي على رجل ضعيف بالضرب بطريقة وحشيه
صاح صغيري في الناس كي يحضروا عمر بن الخطاب ليمنع هذا الظلم.
فوجئت أمه بكل من في الطريق يلتفت نحوها ونحو صغيري
قررت أن تعود إلى المنزل بسرعة
لكن قبل أن تصل إلى المنزل اعترض طريقها شحاذ رث الهيئة وطلب منها مساعدة .
دست في يده هو الآخر بعض النقود وأسرعت نحو باب المنزل لكنها لم تكد تصعد
درجتين من السلم
حتى استوقفها زوجة البواب لتخبرها أن زوجها مريض في المستشفي وأنها تريد مساعدة.
هنا صاح صغيري بها
هل مات عمر بن الخطاب؟!
عندما دخلت الشقة كان صوت التلفاز عالياً كان مذيع النشرة يحكي ما فعله
اليهود بالقدس ومحاصرتهم للمسجد الأقصى.
أسرع صغيري نحو التلفاز وراح يحملق في صورة الجنود المدججين بالسلاح
وهم يضربون المصلين بقسوة بالهراوات والرصاص المطاطي التفت نحو أمه وهو يقول:
مات إذن عمر بن الخطاب
راح يبكي ويكرر
مات عمر بن الخطاب
دفع صغيري باب الغرفة صمتت أمه ولم تكمل الحكاية.. لم أك محتاجاً لأن تكملها فقد انتهت.
توجه صغيري نحوي بخطوات بطيئة وفي عينية نظرة عتاب
مات عمر بن الخطاب؟
رفعته بيدي حتى إذا صار وجهه قبالة وجهي رسمت على شفتي ابتسامه وقلت له
أمك حامل .. ستلد بعد شهرين .. ستلد عمر
صاح في فرح : عمر بن الخطاب
قلت له: نعم.. نعم ستلد عمر
ضحك بصوت عالٍ وألقي نفسه في حضني وهو يكرر
عمر بن الخطاب .. عمر بن الخطاب
حبست دموعي وأنا أترحم على عمر بن الخطاب
| |
|
رورا نصراوى برونزى
عدد الرسائل : 587 العمر : 43 نشاط العضو : الدولة : السٌّمعَة : 5 نقاط : 971 تاريخ التسجيل : 26/06/2009
| موضوع: رد: قصة أعجبتني السبت 17 أبريل - 19:18:41 | |
| فصه روعه روعه روعه تعلق هذا الطفل بعدل سيدنا عمر الفاروق سبحان الله
[size=16]عمر الذى بلغ من خوفه من الله انه كان اذا جلس مجلس القضاء ليفصل بين الخصوم كان يرفع الجلسه فجاءه ثم يفتح المصحف ويقرا فيه خمسة دقائق ثم يرفع الجلسه الى الانعقاد فيقولون له ياامير المومنين اترفع الجلسه لتقرا القران ثم تعيدها فيقول نعم لانى اخشى ان يشكونى هذا المصحف الى الله يوم القيامه ويقول ياربى ان عمر اتخذنى مهجورا..
عمر الذى لما مات رأه عثمان فى المنام بعد موته فقال له ياامير المومنين ماذا قلت للملكين فى القبر قال له لما جاء الملكين واقعدانى للسوال سالتهما من ربكما..
شكرااااااااا لك استاذه منى قصه مؤثره جداااا [/size] | |
|
ahmed_abouzid مشرف منتدى اعضاء نادى النصر
عدد الرسائل : 2216 العمر : 50 رقم العضوية : 143 نشاط العضو : الدولة : السٌّمعَة : 21 نقاط : 2537 تاريخ التسجيل : 21/01/2009
| |
mona kabara رئيس التحرير
عدد الرسائل : 3619 العمر : 109 رقم العضوية : 40 نشاط العضو : الدولة : السٌّمعَة : 38 نقاط : 4053 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: قصة أعجبتني الأحد 18 أبريل - 20:23:23 | |
| - رورا كتب:
فصه روعه روعه روعه
تعلق هذا الطفل بعدل سيدنا عمر الفاروق
سبحان الله
عمر الذى بلغ من خوفه من الله انه كان اذا جلس مجلس القضاء ليفصل بين الخصوم كان يرفع الجلسه فجاءه ثم يفتح المصحف ويقرا فيه خمسة دقائق ثم يرفع الجلسه الى الانعقاد فيقولون له ياامير المومنين اترفع الجلسه لتقرا القران ثم تعيدها فيقول نعم لانى اخشى ان يشكونى هذا المصحف الى الله يوم القيامه ويقول ياربى ان عمر اتخذنى مهجورا..
عمر الذى لما مات رأه عثمان فى المنام بعد موته فقال له ياامير المومنين ماذا قلت للملكين فى القبر قال له لما جاء الملكين واقعدانى للسوال سالتهما من ربكما..
شكرااااااااا لك استاذه منى قصه مؤثره جداااا [/size]
مرور جميل يارورا واضافة أجمل لكِ تحياتي..وجزيل شكرى | |
|
mona kabara رئيس التحرير
عدد الرسائل : 3619 العمر : 109 رقم العضوية : 40 نشاط العضو : الدولة : السٌّمعَة : 38 نقاط : 4053 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: قصة أعجبتني الأحد 18 أبريل - 20:28:01 | |
| - ahmed_abouzid كتب:
تسلم اديكى يا منى
قصة جميلة وروعة وبها معانى كثيرة
نتمنى من جميع حكامنا التعلم منها
وما أحوجنا فى هذة الايام الى سيدنا عمر
رحم الله أمير المؤمنين أشرقت ونورت بمرورك الجميل مشرفنا العزيز
لك خالص تحياتي وتقديرى.. | |
|
Hosam Ibrahim مشرف المنتدى الادبى
عدد الرسائل : 1406 العمر : 60 نشاط العضو : الدولة : السٌّمعَة : 14 نقاط : 1584 تاريخ التسجيل : 22/04/2009
| موضوع: رد: قصة أعجبتني الأحد 18 أبريل - 23:08:54 | |
| استاذتنا العظيمه منى اوقن ان هذه القصه لم يكتبها صاحبها حتى نترحم على عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقط بل ارى فيها العديد و العديد من المغازى و المعانى و الاسقاطات و القضايا المنطقيه التى تحتاج الى براءة الاطفال حتى نراها على حقيقتها و ندرك بحق ان العدل قد مات و ان الامر بالمعروف قد مات و ان الرحمه قد ماتت و ان الحاكم الذى لا يخشى فى قول الحق لومة لائم قد مات
رحمة الله على خليفة رسول الله الذى ارسى قواعد العدل و الذى اجرى الله الحق على لسانه
تلك الزياره السريعه لهذا الموضوع للتحيه و الثناء على اضافاتك و جميل ابداعك اما العوده فستكون ان شاء الله للتحليل و التعليق
تحياتى و جم تقديرى
| |
|