في ندوة بالمجلس الاقتصادي الإفريقي
خبراء: الأمل في تعويض الخسائر الدافع وراء
ارتفاعات "بورصة النيل"
علي خلفية الوضع الذي تشهده البورصة المصرية أثر تراجع مؤشرات البورصات العالمية
متأثرة بسلسلة الأزمات التي يمر بها الاقتصاد العالمي بدء من الأزمة المالية العالمية
وانتهاءً بأزمة ديون اليونان وما تبعها من مشاكل اقتصادية في الاتحاد الأوروبي نظم المجلس الاقتصادي الإفريقي
أمس السبت ندوة بعنوان "إستراتيجيات وأساليب التداول الناجح أثناء الترند الهابط"
وألقت الندوة التي شهدت إقبالا من جانب المستثمرين والإعلاميين الدكتورة جيهان جمال
رئيسة مركز "إيوادا" للدراسات الاقتصادية وخبيرة الاستثمارات الماليةبحضور كل من
الدكتورة صفاء فارس، مدير قسم التحليل الفني بشركة "تروبيكانا" لتداول الأوراق المالية،
والأستاذ طارق سعودي، مدير إدارة التدريب بالمجلس الاقتصادي الإفريقي.
السوق غير مشجعة
وبدأت الدكتورة جيهان جمال حديثها متحدثة عن الوضع القائم في البورصة المصرية ،مشيرة إلى أن
الأوضاع الاقتصادية بوجه عام "غير جيدة" وغير مشجعة على الاستثمار، مؤكدة أنها لا تنصح
أي مستثمر بدخول السوق في الوقت الحالي لأنه "غير أمن".
وبالرغم من الاتجاه الصاعد للبورصة خلال الأيام القليلة السابقة أكدت "لا نستطيع في الوقت الحالي
أن نقول أننا نحقق مكاسب أو حتى نعوض خسائر" مشيرة إلى أنه لا يمكن أن نتحدث عن تحسن في
الأوضاع في البورصة قبل الربع الأخير من العام الجاري 2010 على الأقل وذلك
بشرط تحسن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.
وعن عنوان الندوة "إستراتيجيات وأساليب التداول الناجح أثناء الترند الهابط" أكدت جمال
أنها في الأساس لا تنصح بدخول السوق في هذه الفترة، إلا أنها أشارت إلى أنه لو اضطر المستثمر
لدخول السوق خلال فترة الاتجاه الهابط فلابد أن يخرج بسرعة وألا يستثمر أكثر من 10:15 %
من رأس المال وأن يحدد مسبقا الحد الأقصى للخسارة ولا يتجاوزه مهما "خاف" من الخسارة،
لأن الخروج من السوق في هذه الفترة بأقل خسارة هو المكسب الحقيقي.
دعوة للحرص لا التشاؤم
كما أكدت جمال على ضرورة استعانة المستثمر في هذه الفترة بخبراء التحليل الفني لمساعدته
على اختيار الأسهم "الجيدة"، مشيرة إلى أنها لا تدعو للتشاؤم بقدر ما تدعو للحرص حتى لا يخسر المستثمر الصغير
خاصة أمواله كما حدث في الفترة السابقة حين خسر أغلب المستثمرين أكثر من 80% من محافظهم.
وفي معرض إجابتها عن سؤال حول وضع المستثمر الصغير وسط الأزمات المستمرة
التي يمر بها السوق ، قالت جمال أن المستثمر الصغير "أريقت دماؤه" بين ثلاث الأزمات الاقتصادية والمالية من جهة،
والأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد من جهة، والمستثمرين الكبار من جهة أخرى.
وهنا أكدت جمال أنها تنصح المستثمر الصغير في هذه المرحلة بضرورة الحذر
وأن يعرف كيف يسترد حقه المسلوب وألا ينساق وراء الأخبار المضللة؛ وذلك عن طريق تعلم التحليل الفني
حتى يكون لنفسه رؤية وإستراتيجية بعيدة عن الأخبار التي تسعى لتهدئة الأوضاع
أو التي تحث على تدعو لاتخاذ طريق محدد لمصلحة فئة معينة.
بورصة النيل فرصة للمضاربة
وجدير بالذكر أن الحديث عن بورصة النيل التي أطلقت الخميس الماضي 3 يونيو / حزيران سيطر على الحوار المفتوح مع الحضور الذين انتقدوا نظام التداول بالمزايدة الذي تتبعه "بورصة النيل" مشيرين إلى أنه يفتح الباب أمام المضاربة التي نحاربها في التداول خارج المقصورة.
ومن جانبها، أيدت جمال هذه الفكرة، وأوضحت أن إطلاق بورصة "النيل" بإدراج 10 أسهم كان ينصه العديد من الترتيبات على رأسها ضرورة عقد دورات تدريبية للمستثمرين عن نظام التداول بالمزايدة، مشيرة إلى أن أغلب هذه المشاكل تأتي لافتقادنا ما يسمى "بالمتحدث الإعلامي" عن البورصة.
كما أشار أحد المشاركين إلى طلب البورصة من الشركات المدرجة قبل بدء التداول القيمة العادلة للسهم وبالفعل تم التداول على أساس القيمة العادلة وليس القيمة الأسمية، ضاربا مثال سهم "البدر للبلاستيك" والذي لا تتعد قيمته الاسمية الجنيه وبضع قروش حين تم التداول عليه بالقيمة العادلة وصلت قيمة السهم خلال أول أيام التداول فقط أكثر من 8 جنيه.
وأشارت جمال في هذه النقطة أن الهدف من "بورصة النيل" هو إتاحة التمويل لهذه المشروعات التي لا تملك إمكانية الحصول على التمويل من جانب البنوك لصعوبة الشروط والإجراءات ، مؤكدة أنه من هنا يحدث التلاعب؛حيث يلجأ إليها مجموعة من كبار رجال الأعمال لتمويل مشاريع محددة عن طريق عمل شركات خاصة بها رأسمالها لا يتعدى الـ 25 مليون جنيه.
الأمل في تعويض الخسائر
ومن جانبها، أكدت الدكتورة صفاء فارس أنه بعد يومين أو ثلاثة على الأكثر من بدء تداولات بورصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة "النيل"سوف تظهر مساوئ هذه السوق مشيرة إلى أن الارتفاعات القياسية التي شهدتها في أول أيام تداولها ما هو إلى أمل من جانب المستثمرين في تعويض خسائرهم في البورصة العادية.
وأشارت فارس إلا أن الفرق بين بورصتنا والبورصات فى الغرب أن هبوط البورصات الغربية
يكون على أسس ويكون له أسباب والتي غالبا ما تكون أوضاع تصحيحية وعمليات حني أرباح،
لكن لدينا غالبا ما كون مجاملة لهبوط أسواق أخرى ، بسبب سياسة "القطيع"
التي يتبعا أغلب صغار المستثمرين.
وعن ظهور المحللين الفنيين في الفضائيات، حذرت فارس من ضرورة توخي الحذر
فيما نسمعه من المحللين الفنيين في الفضائيات خاصة عندما يقوم يقوم المحلل بمهاجمة سهم بعينه
بشكل ملحوظ بدون طلب من أحد المشادين أو العكس عندما يقوم بمدح سهم بعينه بشكل مبالغ فيه،
مشيرة إلى أن بعض المحللين للأسف بالترويج عن أسهم أو قطاعات معين بشكل غير مباشر.
المتاجرة
وعن عنوان الندوة "إستراتيجيات وأساليب التداول الناجح أثناء الترند الهابط" نصحت فارس المستثمرين
خلال تلك المرحلة بالمتاجرة في بعض الأسهم وليس البيع، محذرة من التداول في سوق العملات المسماه
بسوق "الفوركس" خاصة مع الشركات التي تعطي رصيد للمستثمر بعد إغلاق حسابه.
كما نصحت فارس المستثمر خلال هذه الفترة بضرورة عمل إستراتيجية خاصة لمحفظته التي
لابد ألا تزيد عن خمسة أسهم بحد أقصى ، وأ، يحدد حد أقصى للخسارة بعدها لابد وأن يخرج من السوق
أو على الأقل يقوم فقط بعمليات متاجرة، مشيرة إلى أن أكبر الخاسرين هو المتفاءل جدا و المتشائم جدا.
وشددت فارس على ضرورة دراسة الأسهم المدرجة في "بورصة النيل" جيدا لأن هذه الأسهم ليس لها تاريخ
،مشيرة إلى أنه في حالة حدوث كارثة سوف يلقى باللوم على المستثمر الصغير ؛لأنه لم يدرس السوق جيدا.
مرحلة التجميع
ومن جانبه، رأى طارق سعودي أن السوق المصري حاليا لا يمر باتجاه صاعد كما هو شائع بل يمر باتجاه
عرضي في أحسن الأحوال ولم يصل للأرتفاع وإن كانت بعض الأسهم الجيدة تمر بمرحلة "التجميع".
وأشار إلى إن البورصة تمر بمرحلة فنية معقدة
حيث تتجاوز بعض الأسهم منطقة وقف الخسارة Stop Loss
ثم ترتد سريعا في جلسة تالية لتكون قمة جديدة ورشح المؤشر الرئيسي إجى إكس 30 كسر مستوى 7300 نقطة
على أن يسجل 7700 نقطة على المدى المتوسط،، ملمحا إلى إن المؤشر يمكن أن يهبط خلال هذه الفترة
حتى مستوى 6600 نقطة إلا انه لن يلب ثان يكون قمة جديدة سريعا تتخطى حاجز 7000 نقطة مرة أخرى .
وعن "إستراتيجيات وأساليب التداول الناجح أثناء الترند الهابط" نصح سعودي بضرورة الاعتماد على
المحلل الفني الذي يعطي باستمرار سندا لآرائه، مما يعطى المستثمر شيء من الإطمئنان.
كما أشار سعودي إلى أن الأسهم لها دورات كما أن لها مواسم للصعود في حالة ثبات أحوال السوق
السياسية والاقتصادية ، مشيرا إلى أننا في انتظار إنعكاس الاتجاه في السوق المصرية
على المدى المتوسط ثم على المدى الطويل.
.......................