ووصلت بعثة الفريق الجزائري التي تضم عددًا من لاعبي منتخب الخضر أبرزهم فوزي شاوشي وخالد لموشية إلي القاهرة في السابعة مساء أمس الأول- السبت- علي أن يقضي الفريق في مصر 4 أيام داخل أحد الفنادق الكبري بمصر الجديدة ويغادر إلي الكونجو فجر الأربعاء المقبل.
وساءت العلاقة بين مصر والجزائر علي خلفية ما حدث في السودان في شهر نوفمبر الماضي الذي شهد مباراة المنتخبين في المباراة الفاصلة المؤهلة لبطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010، ومنذ تلك المباراة تدهورت العلاقات المصرية الجزائرية لدرجة هجوم بعض مشجعي الخضر علي مصريين مقيمين بالجزائر داخل مقر عملهم
وقال محمد السنوسي -أحد المدربين المصريين والمرافق لبعثة وفاق سطيف- في تصريحات خاصة لـ «الدستور»: «الفريق وصل القاهرة في أجواء مثالية، وما شجع إدارة النادي علي إقامة معسكر للفريق في مصر رغم فتور العلاقة ما حدث في مباراة الإسماعيلي وشبيبة القبائل في دوري أبطال أفريقيا من معاملة مميزة بين الطرفين».
وكانت مباراة الدراويش مع الكناري التي أقيمت مؤخرا قد شهدت معاملة طيبة جدًا بين لاعبي الفريقين وبين كلا الجمهورين.
وأضاف السنوسي الذي يرتبط بعلاقة قوية مع نور الدين ذكري المدير الفني لوفاق سطيف، حيث ان السنوسي لعب تحت قيادته من قبل:«كما أن سفر الجزائريين للكونجو يلزمهم بترانزيت في القاهرة وهو ما جعل ادارة النادي تقرر البقاء في القاهرة يومين والتدريب علي أحد الملاعب تفاديًا للإرهاق وبعدًا عن الأجواء الصعبة في الجزائر».
وتلقي وفاق سطيف هزيمة بهدف علي ملعبه امام الترجي التونسي في أولي مبارياته بدور الثمانية في دوري أبطال أفريقيا مما تسبب في حالة من الغضب الشديد لدي الجماهير الجزائرية.
وحرصت «الدستور» علي الوجود في ملعب النصر لحضور أول تدريب لوفاق سطيف والتحدث مع الجهاز الفني والإداري واللاعبين، ولكن ما لفت الأنظار هو الوجود الأمني القليل جدا، حيث وصل عدد الضباط والعساكر إلي ما يقرب من 10 أفراد فقط.
من جانبه قال نور الدين ذكري -المدير الفني للفريق- في تصريحاته لـ «الدستور»: «أنا في بلدي مصر، وأعتبر نفسي أحمل الجنسية المصرية، والدليل علي ذلك لهجتي فأنا أتحدث باللهجة المصرية بطلاقة».
وأضاف ذكري:«الشعبان المصري والجزائري أشقاء، ولن تعكر مباراة أو أخري العلاقة بينهما مهما حدث».
ووصف مدرب وفاق سطيف ما حدث في مباراة الإسماعيلي وشبيبة القبائل بأنه شيء مشرف وهو ما شجع الفريق علي الوجود في القاهرة، مشيرًا إلي أن الفرق المصرية التي تشارك في بطولة دوري الأبطال الأفريقي ستلقي نفس الاستقبال والترحاب في الجزائر.
فيما أبدي فوزي شاوشي -حارس مرمي الفريق- سعادته بالاستقبال الحافل من جانب الجماهير المصرية وأن الاستقبال ليس غريبا علي الشعب المصري وأن العلاقات بين مصر والجزائر لا تتوقف علي مباراة كرة قدم وأن الجميع نسي كل أحداث مباراتي القاهرة وأم درمان في تصفيات كأس العالم والأحداث التي ترتبت علي المباراتين.
واعتبر شاوشي أن مباراة الإسماعيلي وشبيبة القبائل ساعدت كثيرًا علي تهدئة الأجواء والدليل اختيار الجهاز الفني لإقامة معسكر بالقاهرة قبل السفر للكونجو.
وعن مباريات الجزائر في كأس العالم قال شاوشي:«قدمنا مباريات طيبة خاصة أمام إنجلترا، وفزنا بجيل جديد من العناصر الشابة التي ظهرت بشكل جيد في المونديال».
ورفض شاوشي التعليق علي خطئه في مباراة سلوفينيا، وقال إن أخطاء كرة القدم واردة.
قال خالد لموشيه -لاعب وسط الفريق- :«سعيد بشدة للاستقبال الحافل الذي قوبلنا به في مصر بعد توتر الأجواء بين الطرفين»،
وبسؤاله عما حدث قبل مباراة المنتخبين المصري والجزائري بالقاهرة من اعتداءات علي لاعبي الخضر والأتوبيس الذي نقلهم قال:"هذا الموضوع مر عليه فترة طويلة جدًا، ولقد نسيناه تماما، وأعتقد كذلك المصريون نسوه»، وأضاف:«ربنا رحمان رحيم، وكل الناس تخطئ ولكن الأهم هو الاعتذار عن الخطأ».
فيما قال راحو سليمان - قائد الفريق-:«قوبلنا بحفاوة كبيرة من قبل الجمهور المصري المضياف، ومصر والجزائر أشقاء عبر تاريخ طويل، والأحداث الأخيرة لا يمكن أن تؤثر العلاقة بين الشعبين».
وأضاف:«متفائل بعودة الوئام سريعا بين البلدين، خاصة مع مباراة الأهلي المقبلة في الجزائر أمام شبيية القبائل، وستظهر نفس حفاوة الاستقبال من الجماهير الجزائرية مثلما حدث في مصر ».
وأشار راحو إلي أن استبعاده من قائمة الجزائر في كأس العالم رغم مشاركته في بطولة أفريقيا بانجولا يعود للمدير الفني رابح سعدان خاصة أن الفريق قدم أداءً طيبًا في المونديال وكسب احترام العالم .
من جهته قال حسن حَّمار -مدير الكرة بنادي وفاق سطيف- إن اختيار المعسكر بالقاهرة لأسباب كثيرة منها عامل الطقس والحرارة المرتفعة في مصر التي تعد أشبه بالكونجو بجانب تحسين العلاقات بين البلدين بعد الأحداث الأخيرة.
ورفض مدير الكرة التعليق علي الأحداث الأخيرة بين مصر والجزائر، قائلا إن عودة العلاقات إلي طبيعتها كافية ولا داعي للكلام عن الماضي.