[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يحلو للبعض تسمية أزمة منتصف العمر بالمراهقة المتأخرة لما في الحالتين من تشابه سلوكي وعاطفي ونفسي، ولما يحدث فيها من تغيرات في شخصية الرجل؛ إذ قد تنقلب حياته رأسًا على عقب بسبب بعض التصرفات الطائشة، ويبرر ذلك بأنه يريد أن يعيش حياته، ويستمتع بها، فقد يقوم بإجراء بعض التغيرات في شكله، محاولة منه ليبدو أصغر سنًّا، وقد يلجأ للزواج بأخرى دون علم زوجته الأولى، ولكن لماذا تحدث هذه التحولات؟وكيف تساعد المرأة زوجها على تجاوزها؟ هل هي تغير طبيعي مقبول أم تعبير عن حقيقة؟ أسئلة نحاول الإجابة عليها..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ألا ليت الشباب يعود يوماً
روتين الحياة يقتلني!
رغم مرور أغلب الرجال بهذه الأزمة فإن قليلين منهم الذين يعترفون بها ومعظمهم يبررونها بالظروف الاجتماعية والحياتية والاقتصادية، يقول "محمد عدنان" إنه مرّ شخصيًّا بظروف مشابهة لما يحدث في أزمة منتصف العمر، لكن بفضل ثقافته وزواجه المتماسك وزوجته المتفهمة استطاع أن يتجاوز هذه المحنة.
ويضيف "من الظلم ربط هذه الحالة بالأزواج فقط، فالكثير من الزوجات يعانين منها أيضًا على الرغم من أن البعض يحاول تصويرها على أنها أزمة مرادفة لأزمة سن اليأس عند النساء".
وعن تجربته يقول "بدأت أشعر بالضجر والضيق من التواجد في المنزل والغضب لأتفه الأسباب، التواصل بيني وبين زوجتي أصبح معدومًا، والبيت تحول إلى فندق للمبيت فقط".
ويضيف "تملكتني مشاعر غاضبة ناقمة على الحياة والزواج وكل شيء، وأصبحت أحلم بالحرية والانعتاق من كل ما يكبلني من مسئوليات.. فكّرت بالطلاق كثيرًا وبالسفر أكثر، ولطالما اعتقدت أن سبب حالتي هي زوجتي التي انخرطت تمامًا في روتين الحياة الزوجية المملة، فلم تَعُد تهتم بنفسها ولم تَعُد تثيرني إطلاقًا، وما لبثت أن اكتشفت أن الأمر ليس له علاقة بالشريك بقدر ما هو رغبة في تغيير روتين الحياة بأكمله والشعور بالفراغ".
ويقول "نائل المساعدة" (موظف) "المسألة نفسية بحتة تتكاتف في إيجادها ظروف عديدة باعتقادي، وهذه الأزمة عبارة عن أسئلة بحاجة إلى أجوبة صادقة من قبل الزوجين معًا".
شخصيًّا مررت بعاصفة من الأسئلة الداخلية في سن الأربعين كانت كلها تدور حول أسرتي وحياتي الزوجية.. من قبيل هل أنا مقتنع بمواصلة الحياة على هذا النحو أم أنني بحاجة إلي تغيير، وليس بالضرورة أن يعني التغيير الطلاق من الزوجة أو الزواج بأخرى، لكن يمكن أن يكون تغيير نمط الحياة بشكل كلي هو الحل فلربما يكون نمط الحياة هو المشكلة، وفي حالتي وجدت أن أسلوب حياتي الخالي من كل المباهج وأسلوب تربيتي لأبنائي هو سبب كل مشاكلي فقررت أن أتغير وأغير حياتي تمامًا.
أما "وليد" - الخارج للتو من تجربة طلاق
مريرة فيتحدث بكل صراحة عن تجربته ويقول "زوجتي السابقة ظلمتني وبدل أن تساعدني ساعدت على تحطيمي.. كنت غارقًا في العمل والسعي وراء متطلبات الحياة والأسرة.. كنت قلقًا وتائهًا لا وقت لديّ
للاستمتاع أو الترفيه أو حتى النوم لساعات كافية أصبحت حياتي مجرد عد للأيام والساعات".
ويضيف: في فترة ما لم أعد أشعر بالأمان النفسي والحياتي، وكثيرًا ما أحسست أني مكبل وأضيع وقتي، لكنني كنت أستيقظ من هذه الأوهام على صوت أطفالي الثلاثة.
حاولت أن أبني حياة مرادفة زائفة تعوض عني حياتي البائسة فتورطت في علاقة مع فتاة شابة كانت سبب طلب زوجتي الطلاق، وللأسف لم أتمكن أيضًا من الزواج بهذه الفتاة الجديدة.
كل ذلك حصل لي رغم أنني شاب متدين جدًّا وأحافظ على الصلاة، الحقيقة أن الأمر بدا بعدم الرضا عن أداء زوجتي جنسيًّا وعدم اهتمامها بنفسها، ومن ثَم عدم اهتمامها بالبيت والأولاد، وعذرها الجاهز دائمًا أنها تعمل.
هربت كثيرًا إلى الإنترنت والسهر مع الأصدقاء، لكن ذلك لم يغير ساكنًا مرت أشهر كثيرة لم أجامع فيها زوجتي، لكن ذلك لم يحرك فيّ الرغبة بالحياة والاستمتاع مجددًا.
ساءت ظروفي أكثر عندما فقدت وظيفتي وجلست بلا عمل، وكانت الضربة القاضية من الزوجة التي طلبت الطلاق.
منتصف العمر في الثلاثين!
وبصراحة شديدة يؤكد لنا معتز الذي لم يكمل بعد عامه الثاني والثلاثين أنه يمر حاليًّا بأزمة منتصف العمر رغم صغر سنّه، ويضيف: "بكل مرارة أشعر أن حياتي لا معنى لها رغم أن لدي زوجة متدينة متعلمة وموظفة وطفلتين جميلتين.
ومشكلتي هي أن زوجتي لا تفهمني رغم أنه مر على زواجنا 7 سنوات، ينتابني شعور بالغضب والظلم وأحيانًا ألوم نفسي؛ لأنني ربما أسأت الاختيار.. ببساطة لا أشعر بمتعة الحياة وأحدث نفسي كثيرًا بأن الموت أفضل من هذه الحياة بكثير.
حاولت مرارًا وتكرارًا وفي كل مرة وجدت أن زوجتي هي المشكلة بحد ذاتها فقد جعلتني أكره الحياة وأكره النساء، كيف لا وهي تتجاهلني تمامًا وكأنني غير موجود.
تحافظ على صلاتها وتواظب على حضور البرامج الدينية، ويا ليتها تواظب على إرضاء زوجها بنفس الطريقة.
حاليًّا لا أفكر إطلاقًا بالإنجاب منها حتى لا تكبر المشكلة أكثر، فمعها فقدت معنى الحياة وبدأت أشعر أنني شخت وكبرت وترهل جسدي، حتى إن الشيب غزا رأسي وملأت التجاعيد وجهي.
فكرت مليًّا بالزواج بأخرى لكن خفت من العواقب، وخفت أكثر على مصير طفلتيّ
فأجّلت أحلامي إلى وقت آخر، وأخذت أقتل نفسي في العمل لساعات طويلة والسفر كثيرًا.. لكن ذلك لا يحل مشكلة، بل يراكمها".