خطف القلوب - قصه قصيره

فليس للمرأه حق الاختيار الكامل فكل كبار العائلات يرددون لابد من اخذ راى البنت
قبل الزواج و يكون دائما هذا الراى تحصيل حاصل


فالحريه المزعومه
لا تتعدى بعض الكلمات و ليس للبنت ان تختار بكامل حريتها شريك حياتها و من عجائب
تلك العادات الشرقيه ان هذا الضغط يمتد حتى لاحلام البنات


فلم اكن اجرؤ حتى
فى احلامى ان ارسم ملامح و صفات فارس الاحلام كما فى الروايات و القصص العاطفيه


فكتاب هذه القصص
يمنحوننا من الحريه فى احلامنا الكثير و لكن على ارض الوقع لم اضع فى خيالى تصور
لفتى الاحلام و لا كيف نعيش احلى فترات الحياه بالحب و العواطف الجياشه


لم يمهلنى ابى
الفرصه بل بمجرد انتهاء دراستى و تخرجى وجدت قائمه من المتقدمين لطلب يدى فكما
كانت تقول امى ان جمال البنت احيانا يكون اساس وجع القلب


و دخلت فى دائرة
المفاضله بين من تقدموا لخطبتى و لم اشعر بفارق عظيم بينهم جميعا الا من بعض
الارتياح الزائد او عدمه و وقع الاختيار على زوجى من بين خمسه


و عاش الاهل و
الاحباب ايام الافراح و لكنى كنت اعيشها برتابه و احاسيس عاديه لا ترقى الى حد
الفرحه العارمه و لا تتدنى الى حد الملل


هكذا مرت مراسم
الزواج تؤكد لى صدق مقولة امى فان الجمال الزائد كان اساس وجع القلب فزوجى غيور جدا
على و لكنه ايضا ضعيف جدا امامى حتى تحولت دفه قارب حياتنا الى يدى و اصبح رأيه
استشارى و كل الامور تدار من خلالى و قد استمرأ هذا و وجد فيه الكثير من الراحه و
البعد عن مشاكل البيت و الاولاد


لكن ما افرزه هذا
الوضع بداخلى كان اسوأ مما كنت اتصور فقد تضخم الفراغ بداخلى و اصبحت انظر الى
الحياه بمنظور يائس


و انتصف بى العمر و
مررت بمرحلة اقسى من اى مرحله سابقه فتراكمت الهموم و المسؤليات و تاصل لدى احساس
بعدم وجود من يعيننى على مصائب الدهر


و فجأه قابلت شخص
بعد ان سمعت عنه قصائد و حكايات تمدح فى شهامته و نخوته و طيبة قلبه و قدرته على
معاونة كل من حوله على حل مشاكلهم و كان بيده عصاه سحريه تجد لكل مشكله حل بل حلول


عندما رايته شعرت انه
من خاطفى القلوب قبل العقول و لم يبالغ من حكوا عنه فهو شخص وسيم رقيق حساس فى
نظرة عينيه عمق يصعب تفسيره فى كلماته نبرة كالنغم الشرقى فى الحان اغانى ام كلثوم
تستعذب سماعه و لا تستطيع ان تحكيه سهل ممتنع


تفحصت ملامحه بدقه
و جرأه لم اعتد عليهما و رجعت بى احلامى الى وقت الصبا فقلت هذا هو فتى احلامى و
راجعنى عقلى فالاحلام للمستقبل و ليست بالعوده الى ايام الصبا و اختيار فتى الاحلام



رايت فى عينيه جديه
و هو يحادثنى و استشعرت شموله لى بنظراته و دار حديث عام طويل لا اذكره و لا ارغب فى
ارهاق عقلى بتذكره فقط كنت سعيده بالحديث معه و الاستماع اليه


مشاعر لذيذه لم اعشها
من قبل و قبل ان يفرغ من حديثه فوجئت به يصرح بانه قد استشعر سعاده بالغه فى
الحديث معى و كرر ما كان يجول بخاطرى و كانه كان يقرأ افكارى و عندما سالنى ما
رايك ؟


اجبت بكل برود لا
ارى ان حديثك قد استرعى اهتمامى


فقد تاكدت ان ما
حدث هو ما يقال عنه خطف القلوب

مشكلة الفراغ العاطفي مشكلة هامة من مشاكل العصر ..
وللقضاء عليها لابد من تضافر جهود الزوج والزوجة معاً..
فالزوج..
عليه أن يتقي الله في زوجته ولايتردد في اظهار اعجابه بها
وحبه لها ..وترجمة ذلك الى كلمات رقيقة
الزوجة ..
عليها أن تترك مساحة من الخصوصية للزوج..صحيح أن
الزواج يتطلب أن يكونا معا ممتزجين النفس طوال الوقت
ولكن مع ذلك لابد أن تكون هناك مسافة ..فائدتة هذه المسافة
أن يكون
هناك حنين جارف مستمر وتوق متجدد دائم..
الزوج والزوجة ..
لابد أن تربطهما لغة الحوار
والمرأة خصوصاً تحتاج في جميع مراحل عمرها الى
لمسات حانية وكلمات عذبة تلامس مشاعرها المرهفة
وطبيعتها الانثوية ..
ويجب فصل الحياة الاقتصادية عنالمشاعر والأحاسيس
بين الزوجين .حتى لا تتحول الحياة الزوجية الى صفقة ..
أى لا يصبح كل شئ في العلاقة الزوجية مدفوع الثمن والأجر..



آسفة لإطالة ولكن هذه القصة الجميلة تدق ناقوس الخطر
لمشكلة غاية في الأهمية
إن لم يتم تداركها قبل فوات الآوان فستؤول الى مالايحمد عقباه..



ها أنت تعود إلينا برائعة جديدة من روائعك ياحسام
دمت لنا ودام قلمك بكل خير


لك خالص تحياتي وتقديرى ..

اختنا العزيزه شيرين
اشكر لك كريم مرروك و رقيق تعليقك
و ان كنت ارى ان الموضوع ليس واقعى لدرجه كبيره اذ ان تصرف صاحبة القصه كان تصرفا مثاليا صحيحا مائه فى المائه و هذا يعتبر فى زمننا هذا اقرب الى الاحلام و المثاليه التى يصعب تحقيقها

لكن ما هدفت اليه القصه هو الانذار بخطوره التحول الجذرى فى حياتنا الاجتماعيه و الادوار المتبادله بين الازواج قد تتحول الى قنبله موقوته تدمر حياة الاسره بالكامل

اعود و اشكر لك هذا التواجد الجيد الملحوظ المميز

تحياتى و جم تقديرى