جلس صالح سليم بين لاعبي الأهلي قبل إحدى المواجهات أمام فريق من شمال إفريقيا ليوجه مجموعة من النصائح كان يجب أن تعرض على الفريق الذي واجه الترجي بعد 20 عاما.
فرغم الاعتراف الكامل بتأثير حكم اللقاء على خروج الأهلي من دوري أبطال إفريقيا إلا أن هناك عوامل أخرى كانت يجب أن توضع في الحسبان.
فالبعض حمل حسام البدري مسؤولية التأهيل النفسي للاعبي الأهلي وكيف ظهر الفريق بهذه العصبية طوال اللقاء مما أخرجهم عن تركيزهم؟ بل وتحسروا على أيام الأسطورة مانويل جوزيه.
بالطبع جوزيه كان كاريزما مبهرة وقادر على التحكم في مقاليد الفريق فنيا وإداريا وقاد الأهلي للهيمنة على إفريقيا شمالا وجنوبا، ولكن ليس كل المدربين الجيدين يمتلكون تلك الشخصية المسيطرة.
فحسن شحاته ملك إفريقيا المتوج على مستوى بطولات الأمم لثلاث نسخ متتالية وأستاذ فن التهيئة النفسية للاعبين سقط في نفس الفخ عندما واجه الجزائر في مباراة فاصلة على التأهل لكأس العالم.
وجوزيه نفسه سقط في فخ الاستفزازات التونسية في إياب نهائي بطولة دوري الأبطال 2007 أمام النجم الساحلي بل وفي القاهرة بعدما خرج عماد النحاس مطرودا بواسطة المغربي المثير للجدل عبد الرحيم العرجون.
فعندما تجتمع استفزازات لاعبي شمال إفريقيا مع حكم "ضعيف" يصبح من الصعب ألا يخرج أي لاعب مصري - مهما كانت خبرته - عن تركيزه، ولنا في مواجهات مصر والجزائر والأهلي أمام شبيبة القبائل والترجي خارجيا خير دليل.
ولذلك فالأمر لا يتوقف فقط عند التهيئة النفسية للاعبين من قبل المدير الفني ولكن يحتاج إلى إدارة قوية يشعر معها اللاعبون بأنها تراقبه وستدعمه أو ستعاقبه، ولن يمر الأمر دون حساب.
بالطبع يتحمل لاعبو الأهلي وحسام البدري جزءا من مسؤولية الخروج الإفريقي، ولكن المشكلة الأكبر هي مشكلة إدارية بحتة سواء في مجلس الإدارة أو مدير الكرة، فالفريق لم يعد بنفس الانضباط المعروف عنه.
الأمر لا يتوقف عند التهيئة النفسية للاعبين من قبل المدير الفني ولكن يحتاج إلى إدارة قوية يشعر معها اللاعبون بأنها تراقبه وستدعمه أو ستعاقبه، ولن يمر الأمر دون حساب.
فالأسطورة صالح سليم ظل دائما قريبا من الفريق يحاسب المجيد ويعاقب المخطئ ، وترك خلفه أجيال من مديرين الكرة أصحاب نفس الطباع بدءا من طارق سليم مرورا بثابت البطل وحتى علاء عبد الصادق.
وحتى في وجود جوزيه الأمور الإدارية كانت شبه اختصاصه حيث كان من يفرض العقوبات ويأمر بصرف المكافآت وكانت شخصيته قريبة إلى حد كبير من طريقة إدارة الأهلي لذا تركه المجلس يتحكم مع إشراف شرفي للجنة الكرة.
وهو ما يعكس حجم الانفلات في فريق الأهلي بدءا من الموسم الماضي من اعتراضات جمة على الحكام وخروج عن التركيز بل واعتراضات على التغييرات.
فالبعض ظن أن اعتراضات أحمد حسن على خروجه من الملعب كانت بسبب ضعف شخصية حسام البدري، ولكن الكثير لا يعرفون أن حسن نفسه لم يرتكب نفس الفعل عندما كان البدري مديرا للكرة في عهد جوزيه.
قد تكون المشكلة في هدوء خشبة، أو نجومية معظم لاعبي الأهلي التي تحتاج إلى شخصيات من نوع خاص لقيادتها، أو سلبية مجلس الإدارة في الإشراف "الإداري" على فريق الكرة.
ولكن الأزمة الأكبر هي أن يستمر الفريق بتلك الطريقة، فتجارب السنوات أثبتت أن الانحلال الإداري بداية الانهيار الفني، خاصة أن فريق يعج بالنجوم مثل الأهلي يحتاج إلى شخصيات "قوية" لقيادته وليس مجرد أسماء لامعة.