الـسـلام عـلـيـكـم،
فليسمح لي أخي العزيز الدكتور عمرو عبد الحق في أن أختلف معه في الكثير مما كتبه في هذا المقال،
و الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية،
أولا من يتبرع لنادي الزمالك من جماهيره العريضة العاشقة لناديها فهو لا يتبرع للاعبين المساكين الذين لم يسددوا دفعة حجز قصور القطامية هايتس ومهددون بالغاء الحجز واستمرارهم في فيلاتهم الحالية والتي لا تليق بهم كما ذكرت حضرتك في المقال،
فاللاعبون سواء تبرعت الجماهير أو لم تتبرع سيحصلوا على مستحقاتهم و سيشترون الفيلات و سيسهرون ان أرادوا للصبح و ليس حتى الثالثة صباحا فقط كما ذكرت حضرتك و استطردت في التلميحات الساخرة،
أؤكد أنه سواء تبرعت الجماهير أو لم تتبرع سيحصل اللاعبون على حقوقهم كاملة و سيحصل موظفو النادي على مرتباتهم كاملة و ستحصل شركات المقاولات التي تتولى تطوير منشآت النادي على حقوقها كاملة و أيضا شركات الأتوبيسات السياحية على كامل حقوقها.
اذن ما دامت الأمور تسير هكذا، فأين المشكلة ؟!!!
المشكلة تكمن في أن الأندية حتى الآن تعتمد على شخص واحد فقط للصرف عليها،
ان شاء أعطى، و ان شاء منع،
فكلنا يعلم أن ياسين منصور ـ على سبيل المثال ـ هو من كان يصرف على النادي الأهلي في السنوات السابقة و هو من كان يدفع الراتب الضخم لمانويل جوزيه و يتحمل تكاليف اقامته في فندق الماريوت على مدى خمس سنوات كاملة،
و عندما اختلف ياسين منصور مع حسن حمدي ابتعد عن النادي و امتنع عن الصرف عليه،
و بدأ مجلس ادارة النادي الأهلي في البحث عن رجل أعمال آخر يتولى الصرف على النادي،
و وجدوا ضالتهم في رجل الأعمال صفوان ثابت و قاموا بتعيينه في مجلس الادارة الحالي و لكنه لم يرضي طموحاتهم في حجم الانفاق المتوقع،
و ما زال البحث جاريا عن رجل أعمال آخر يستطيع الصرف على النادي الأهلي بسخاء ..
أيضا جاء ممدوح عباس الى نادي الزمالك حاملا معه الوعود بانهاء جميع المشاكل المالية بالنادي و قد نفذ الى حد كبير ما وعد به فلم يعاني النادي في عهده من الأزمات المالية،
و لما خرج ممدوح عباس من النادي بحكم محكمة، امتنع عن الصرف على النادي و تركه يواجه الأزمات المالية، و ربما لو عاد مرة أخرى الى النادي لعاد للصرف مرة أخرى،
و حدث أيضا في النادي المصري ما حدث في الأهلي و الزمالك،
فقد كان المرحوم سيد متولي هو من يصرف على النادي، فلما مات، واجه النادي أزمة مالية كادت أن تتسبب في هبوطه من الدوري الممتاز، الى أن جاء رجل الأعمال كامل أبوعلي و تولى الانفاق على النادي و قام بحل جميع مشاكله المادية.
و لايخفى علينا أيضا أن النادي الاسماعيلي يعاني دائما من مشاكل مادية مستمرة نتيجة أنه لا يجد رجل الأعمال الذي يستطيع الصرف على النادي، و هو السبب الذي جعله يبيع خيرة لاعبيه الواحد تلو الآخر ليحل مشاكله المادية و هو ما أفقد جماهيره طموح المنافسة على أي بطولة طوال السنوات الخمس الماضية،
المشكلة تكمن في أن الأندية في كل الأحوال تتلقى التبرعات، و جماهيرها تعلم ذلك تماما، بل و تعرف أيضا من المتبرع،
و لكن الفارق أن ما فعله مجلس ادارة نادي الزمالك هو أنه بدلا من أن يتلقى التبرع من شخص واحد فقط ـ ان شاء أعطى، و ان شاء منع ـ فانه سيتلقى التبرعات من الجماهير العاشقة للنادي، فليتبرع من يريد و ليمتنع من يريد، و لن يضر النادي شيئا أن تمتنع بعض الجماهير عن التبرع،
فجماهير الزمالك العريضة في مصر و الوطن العربي لو تبرع ربعها فقط فذلك يكفي.
اسمح لي أخي العزيز الدكتور عمرو أن أختلف معك في اللهجة الحادة الساخرة التي تناولت بها مقالك،
فليس صحيحا أنه لو أراد نادى الزمالك تسويق الفريق الاول في مباريات ودية في الدول العربية .. ستكون الاجابة مش هاندّى للزمالك فلوس هنديهم بقول وحبوب وخبز،
و ليس صحيحا أيضا أنه لو أراد نادى الزمالك الدخول في مفاوضات لشراء لاعبين جدد ستكون الاجابة : ياعم كفّى بيتك انت لسه عايز تشترى انت قادر تصرف علي المدام وجاى تفكر زى الحاج متولى ؟
و بالطبع ليس صحيحا أنه لو اراد نادي الزمالك ان ينشئ مول تجاري او جراج تحت الارض او انشاء قناة رياضية بنظام حق الانتفاع .. سيكون الرد: احنا مش هنديكم فلوس علشان انتم مسرفين احنا هنأكل لاعبيتكم وهنشربهم ونلبسهم وفي الاجازة هنوديهم القناطر والميرلاند .
الى آخر العبارات الساخرة التي تناولتها سيادتك في المقال،
أما موضوع أنه حين تكون النتائج سيئة كالعادة ( و كلمة كالعادة هنا تحمل سخرية واضحة و غير مقبولة من نادي الزمالك) ويتدخل كبار المتبرعين مطالبين بالتغيير (تحت مبدأ من حكم فى ماله) و أنه في هذه الحالة سيكون المجلس مش سيد قراره،
أقول لسيادتكم أن هذا الكلام سيكون صحيحا في حالة أن المتبرع شخص واحد فقط و بالتالي يملك الحق في دخول مجلس الادارة و يتدخل في القرارات،
أما اذا كان المتبرع هو الجمهور فلن يستطيع الجمهور بالكامل دخول مجلس الادارة،
أيضا عندما تكون النتائج سيئة فستطالب الجماهير بالتغيير حتى و ان لم تتبرع للنادي،
كما حدث مثلا مع جماهير النادي الأهلي في الأونة الأخيرة و ما صاحب ذلك من استقالة حسام البدري، بعد سوء النتائج من وجهة نظر الجماهير
فالتغيير في هذه الحالة غير مرتبط بالتبرع من عدمه،
أما مسألة أنه لا يصح أن ننشر موقفنا المالى على العلن و لا يصح أن نتباهى بافلاسنا، فدعني أقول أن هذا الشئ نفسه قد فعله النادي الأهلي من قبل و فعله أيضا الزمالك و الاسماعيلي و المصري و الاتحاد،
فعادة ما نسمع عبارات تحمل هذه المعاني من جميع الأندية عند الحديث عن حقوق البث الفضائي و عن حقوق الأندية لدى التليفزيون و لدى الجهات المختلفة،
في النهاية أقول أنه لا يجب أن نجهض الفكرة في مهدها،
دعونا نترك التجربة حتى تكتمل ثم نقيّمها بعد ذلك،
و عندها سنحكم عليها بالفشل، أو نحكم عليها بالنجاح ..
أعود فأقول أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية،
تقبلوا تحياتي ..