اطرد الجان والعفاريت بمسبحة الكوك الصينيى -في سوق السبح ب

تطورت صناعة السبح مع مرور الوقت ففي البداية كانت تصنع من البذور والطين والحجارة والقواقع ثم تطورت إلي الفضة والبرونز والذهب وأخيرا السبح الماسية‏.‏

وقديما كانت تستخدم كتعويذة وتميمة لإبعاد الشياطين والأرواح الشريرة أو تستخدم للزينة في المنازل ومع مضي الوقت تغيرت انواعها واشكالها ومنها سبح الكهرمان والمرجان والكوك واليسر وغيرها من الانواع العديدة ولذلك‏..‏ راحت مارجريت عما تتجول داخل منطقة الحسين وخان الخليلي للتعرف علي أسرار السبح أجريت منار شعلان هذا التحقيق

في البداية يقول الحاج حسين الريحاني وهو من أشهر تجار السبح بالحسين وخان الخليلي أن السبح كانت تصنع في مصر من قائمة طويلة من الخامات‏.‏

من العاج ـ الكوك ـ العنتبروت ـ البوليستر ـ الزيتون‏.‏ وكلها صناعات يدوية ويتم زخرفتها أما الآن فقد دخلت الصين في تجارة السبح كما فعلت في الفوانيس لأنها لم تترك شيئا إلا وأنتجته وباعته بعشر ثمنه وربما بـ‏1%‏ من سعره الأصلي ولكن بالرغم من مهارة العامل المصري وعدم قدرة أي دولة في العالم علي منافسته إلا أن بعض الدول مثل تايوان وتايلاند والصين دخلت بقوة لتنافس تلك الصناعة ولكن بخامات بلاستيكية او بتقليد للكهرمان والمرجان‏.‏

فيروز وعقيق ويسر
وعن خامات السبح يقول الحاج حسين ان المرجان التونسي يعتبر من أجود الأصناف وكلما كبر حجم السبحة زاد سعرها فالجرام من هذا النوع يصل إلي‏200‏ جنيه وسبحة المرجان من الحجم المتوسط يباع الجرام منها بـ‏115‏ جنيها بعد زيادة سعر الدولار ولكن برغم هبوط الاسعار هذا العام إلا أن سعر المرجان ظل كما هو‏.‏

ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الجودة المرجان اليمني ويستخدم من تصنيع عقود السيدات ـ وتعتبر السبحة المصنوعة من العقيق اليمني قطعة فنية لمن يقتنيها وتزداد قيمتها وثمنها كلما كان العقيق شفافا وتظهر بداخله العروق الطبيعية وتباع بحوالي‏1500‏ جنيه أما إذا كانت السبحة من العقيق الهندي فلا يتعدي ثمنها‏751‏ جنيها لأنه أقل جودة من نظيره اليمني‏.‏

الأصلي‏..‏ والتقليد
ويضيف سمير أبو الحسن أحد صناع السبح أنه بالإضافة للأنواع السابقة هناك السبحة المصنوعة من اليسر لونه أسود والتي يتم تصديرها إلي الدول العربية خاصة في الخليج حيث تطعم بالفضة أو الفيروز أو المرجان أما السبحة المصنوعة من سن الفيل فقد بدأت تنقرض لقلة ما يصل إلي مصر من هذا الخام من السودان لذلك بدأت تنتشر السبح التقليدية لسن الفيل ويتم تصنيعها من عظام سيقان الجمل وثمن السبحة التقليدية يتراوح بين‏15‏ ـ‏60‏ جنيها في حين كان يباع النوع الأول أو الأصلي من سن الفيل بسعر يتراوح بين‏200‏ ـ‏350‏ جنيها وكذلك توجد سبح من الأبانوس الذي يستورد من السودان ويتم تطعيمه بالنحاس‏.‏

وأخيرا نجد السبح الماسية التي تصنع من حبات الماس الخالص وهو أغلي الأنواع ولا يقدر علي شرائه إلا الملوك والأمراء‏.‏

ويواصل الحاج حسين حديثه عن أجود الأنواع فيذكر منها المرجان بأنواعه الأبيض والأحمر والمرجان المعرق أي الموجود به عروق تشبه للأسماء أو الآيات وتباع بأسعار مرتفعة جدا وهذه السبح نادرة جدا‏.‏

احذروا الفيروز
ويوجد الآن الفيروز الأمريكي وهو غير حقيقي حيث يستخدمه أصحاب الضمائر المعدومة علي أنه فيروز حقيقي ويشتريه الزبون دون العلم بأنه مزيف وكذلك يتم غشه بعرض خامات من العاج يقومون بعمل مثل البولوسترين علي انها عاج وأيضا بدأ البعض في زراعة الكوك الصناعي وصبغه باليود والحنة لكي يبدو مثل الأصلي ولكن من غشنا فليس منا‏.‏ أما عن اكثر الأنواع والتي تلاقي استحسانا من الجمهور فهي منتجات الصين وتايوان لانخفاض أسعارها بحوالي‏7‏ أو‏8‏ جنيهات‏.‏

وعن الوقت الذي يتمكن فيه الصانع من الانتهاء من السبحة يضيف الريحاني أن العامل المصري يمكنه عمل من‏3‏ ـ‏5‏ سبح يوميا حيث يقوم بالشغل كله يدويا بدون اللجوء للآلات لذلك فهي تحتاج إلي صبر‏.‏

وماذا عن الأسعار؟
اجاب الحاج حسين أن سعر السبحة يتحدد علي اللون فنجد أن العقيق يصل سعره إلي‏10‏ جنيهات وهناك الآخر يصل إلي‏40‏ جنيها ذلك علي حسب لونها وشكلها ومدي نقائها وجمالها بعد الانتهاء من تصنيعها فإذا كان نوعا نادرا يزيد سعره‏,‏ ومن أشهر القبائل التي تقوم بصنع العقيق قبائل البهوه الموجودة في باكستان ـ أفغانستان ـ الهند‏.‏

المسبحة‏..‏ والعمة
ويعاود حديثه فيقول إن السبح قديما كانت تستخدم للزينة أو كتعويذة وتميمة لإبعاد الأرواح الشريرة وقد انتشرت في بلاد فارس ولكن تلك معتقدات قديمة فيقال مثلا إن سبحة العقيق تمنع النزيف بالنسبة للمرأة وكذا الدم الموجود بالعين حيث توضع السبحة العقيق علي الدماغ أسفل العمة ويصل الاعتقاد من بعض دول شرق آسيا مثل ماليزيا وإندونيسيا بان الكوك مصنوعة من خشب سفينة سيدنا نوح عليه السلام‏.‏

ولكن كل ذلك ليس سوي اعتقادات خاطئة فالذكر والقرآن والإيمان بالله هو الذي يمنع الشياطين والأرواح الشريرة وليست الأحجار الكريمة‏.‏

ونجد أيضا السبح القبطية التي يستخدمها الاخوة الاقباط ويبلغ عدد حباتها‏66‏ حبة الثلث‏22‏ حبة ويضاف إليها صليب‏.‏

مواسم البيع
لكل صناعة مواسم معينة تباع فيها ومحلات السبح بأنواعها وخاماتها تشهد اقبالا في فترة الاجازات والصيف‏,‏ وعودة المصريين العاملين بالخارج ومع قدوم السياح إلي مصر حيث يزيد الإقبال علي سبح سن الفيل والكهرمان واليسر‏,‏ أما السبح المصنوعة من الخامات الشعبية الرخيصة فيشتد الطلب عليها من أيام الجمع بعد الصلاة وفي الموالد مثل الحسين والسيدة زينب بالقاهرة‏,‏ وكذلك من شهر رمضان وأيام الحج ونجد أن كبار مشايخ الطرق الصوفية يستخدمون السبح المصنوعة من الكوك أو اليسر‏.‏