خوفي عليكي ياليبيا

خوفي عليكي ياليبيا..
أرى في الأفق مشروع
مخطط أجنبي يسعى جاهداً لتقسيم خريطة أراضيكي
بدعوى مساعدة أشقائنا الليبيين..على نيل الحرية والديمقراطية والعدالة
-الذى يتضح أن ثمنهم سيكون غالياً جداً-
نتيجة ديكتاتورية وتعنت حاكمهم معمر القذافي..
ويبقى السؤال ..هل الهدف هو مساعدة أشقائنا الليبيين حقاً ...!!
بالتأكيد لا .. ان الهدف الاساسي هو النفط الليبي والقضاء على دور ليبيا
القيادى والمتنامي في القارة الافريقية والذى هدد كل المصالح الأوربية في
افريقيا ..

فلو كان القذافي ..أمين القومية العربية وعميد الحكام العرب ..
إمام المسلمين ..ورئيس تجمع دول الساحل والصحراء
- كما يطلق على نفسه -
يدرك تماماً ماتعنيه وتتضمنه هذه الألقاب لما قاد بلاده
إلى هذا المصير الذى يندى له الجبين وتعتصر له القلوب..

لو كان هذا الرجل مخلصاً ومحباً ومقدراً لشعبه وبلاده لكان فعل ما تطلبه ذلك لوطنه..
ولكان ضحى بالرخيص والغالي في سبيل الحفاظ على ثروات ومقدّرات
بلاده ..

لو كان أمين القومية العربية حقاً ..لكان فكر في خطورة موقفه المتعنت هذا
واستغلال القوى الأجنبية لهذه الفرصة للعمل جاهدين على تقسيم ليبيا وتفتيتها..
للنيل من وحدتها وقوتها للأبد ..

بدأوا بالعراق الشقيق واستطاعوا تقسيمه وزرع الفتنة بين أهله وطوائفه وأصبح
في غضون شهور قليلة أفقر الدول العربية بعد أن كان أغناها ..وهاهو مازال
محتلاً الى الآن ..ثم تلى العراق السودان الشقيق ..قسموه هو الآخر طمعاً
في النفط السوداني الذى يقدّر حجمه بثلث اجمالي النفط العربي كله ..متذرعين أيضاً بالحفاظ على الحرية والديمقراطية والكرامة ..
والحقيقة أن الهدف واحد في كل الحالات وهو مصلحتهم أولا وأخيراً وليس مصلحتنا نحن العرب كما يتشدقون ..

وهاهي ليبيا الآن تلوّح في الأفق بإحتمالية تقسيمها ..
وهل ياترى أى دولة عربية أخرى في المنطقة العربية ستلحق بهم
وتنهج نفس المنهج وتنال نفس المصير ..لا قدّر الله.

فيا حكام الشعوب العربية ماذا تريدون من أوطان لا يريدكم شعوبها!!
ماذا وراء تمسككم هذا ..بكرسي الحكم !!

بإسم العروبة نناشدكم أن تخلوا أماكنكم وتتركوها بسماحةلغيركم ..
ممن يختاره شعوبكم بإرادتهم .. وهذا حقهم..
وليس انقاصاً من قدركم ولا عيباً ..فقد أعطوكم فرصتكم في الحكم سنين طويلة ..وحان الآن الوقت لتداول السلطة سلمياً..
دون هدر الدماء وتفتيت الدول وهلهلة اقتصادها ومقدّراتها..

نناشدكم أن تقدموا مصلحة الأمة العربية ومستقبلها على مصالحكم الشخصية ..

ومن يتبحر في السياسة وقراءة ما تسعى إليه القوى الأجنبية
يجد أن القذافي غير مرحب به عالمياً ..
وبالتالي ستخسر ليبيا وحدتها وتتقسم ..
ثم في أقرب فرصة وبعد إتمام المخطط الأجنبي في التحليق فوق سماء باقي
البلدان العربية واحدة تلو الأخرى والتي تحيطها نفس الظروف ..سيتم العودة
للإطاحة بالقذافي ولن يترك لينعم بكرسي الحكم طويلاً..
فلكل وقتٍ آذان ..

هذا السيناريو ستتكرر مشاهده في أكثر من دولة عربية ..إذا ماانتهج زعيمها نهج القذافي
وهذا مانخشاه ..
ونتمنى تداركه قبل فوات الآوان ..قبل أن نقدم أوطاننا بأيادينا للشرٍهين على صحنٍ من ذهب ..وربنا يستر ..

حفظ الله أمتنا العربية ووحد كلمتها
وشتت أعدائها..

بقلم
منى كبارة